الوطنية | سارة الحاج

20 سبتمبر 2016

144837

دائماً ما نسمع كلمة الوطنية و نرددها كالببغاء لكن هل تعمقنا في معناها؟؟

الوطنية بكل بساطة حُب الوطن.. حُب البلد.. حُب الأرض..

الوطنية ليست أن نتجول في الشوارع يوم الإحتفال الوطني و نخلق حالة من الفوضى.. الوطنية ليست حكر على المواطنين.. الوطنية ليست حكر على موظفين الدولة او موظفين القطاع الحكومي .. “الوطنية للجميع”.

أذكر في مرة من المرات ألتقيت بكابتن “طيار” يعمل في الخطوط السعودية لأكثر من عشر سنوات و هو من الجنسية الإسبانية و “غير مسلم” في حديثي معه فاجأني حين قال بكل عفوية ” I am Saudi in the heart” هذه الجملة جعلتني أفكر في مدى حبي و ولائي لبلدي و تسألت هل السعودية في قلبي كما هي في قلبه؟؟ ماذا فعلت لبلدي؟؟ كيف ممكن أن أخدم بلدي ولو بشيء بسيط؟ و هذا السؤال لنا جميعا.. ماذا فعلنا؟ هل نحن نستحق هذه البلد؟ هل نستحق هذا الرخاء و الأمن و الأمان؟؟ بكل مافي هذا البلد من نواقص و سيئات هل نستحقه؟ هل نحبه؟

إن كنّا نحب هذا و الوطن فيجب أن نظهر هذا الحب بأفعالنا بأخلاقنا.. كل فرد منا سفير لوطنه بطريقة او بأخرى. إن كنت طالب اجتهد في دراستك فأنت مستقبل هذا الوطن و إن كنت موظف، طبيب، مهندس أتقن عملك فأنت من يطور و يرتقي بهذا الوطن. إن كنت أُم فتربيتك لأطفال أصحاء متوازنين خلوقين هي أهم خدمة ممكن تقديمها لوطنك ..

اتعجب ممن يخرب أو يعبث بممتلكات الدولة و ينسى ان الدولة بنَتْ وانشأت الوزارات و المحاكم و المستشفيات و المرافق و المنتزهات جميعها لنا “نحن” فلماذا نهدمها و نعبث بها و هي ملكٌ لنا؟؟

أتعجب من المسؤول الذي انشغل بأهمية و برستيج منصبه و نسي انه في هذا المنصب لخدمة المواطن و ليس التأرجح على كرسيه الجلد!

وعجبي من المواطن الذي يلوم المسؤول على حاله و هو يدفع ما جنته يداها.

كفانا لوم للمسؤولين وكفا المسؤولين لوم للمواطنين كفانا لوم للنظام كفانا هجوم على بعضنا البعض وجميعنا في هذه السفينة و جميعنا مسؤول.

كفانا وطنية مزيفة و هي ان ندعي حبنا لوطننا و ما أن سمحت الفرصة حتى ننقض عليه بالانتقاد و التجريح و تجريده من كل الخير.

إن إختلافنا ( اختلاف ثقافاتنا و اعراقنا و معتقداتنا..الخ) هو ما يصنع التوازن في هذه المنظومة.

وإن رُقي الأُمم يكمن في احترام الشخص للآخر مهما كانت الفوارق و الاختلافات بينهم.

ليس المطلوب منا أن نغير الآخرين لكن ان استطعنا تغير أنفسنا لمصلحة هذا البلد فحتماً سنصنع مستقبل أفضل لأنفسنا و للأجيال القادمة ?

اللهم أدم علينا الأمن و الأمان و كل عام و الوطن بخير

بقلم : سارة الحاج

مقالات الكتاب