في يومنا الوطني .. رؤية وتحوّل نحو المستقبل | عمر الجيد
21 سبتمبر 2016
0
91377

يطل اليوم الوطني في ذكراه السادسة والثمانين وبلادي الحبيبة قد رسمت معالم رؤيتها الممتدة نحو عام ٢٠٣٠ م ويسبقها مرحلة التحوّل الوطني الممتدة نحو عام ٢٠٢٠ م ويبرز في الخطتين التناسب التصاعدين بين تنمية الانسان وتنمية الاقتصاد من خلال توفير بيئة مثالية نحو مستقبل متعدد الموارد للبلاد وبسواعد أبنائه البارّين .

وهنا تبرز بعض المعالم التي لا شك أنها بحاجة إلى تحديث وتحديث جاد جداً فالسير نحو المستقبل مع ترك بعض المعالم الفكريّة القديمة لا شكّ أنّه سيحدث شرخاً عميقاً لا رقعة له ولا ساتر .

فبلادنا التي جعلت الإسلام ديناً ومنهجاً وأسلوب حياة مطالبة بالإلتفات نحوه برؤية عصريّة تتناسب مع كون هذا الدين صالحٌ لكلّ زمان ومكانٍ واخراجه من قوقعته “المناطقية” المحدودة التي ألبسته رداءً قاتماً تسبب بكل أسف بتصدير صورةٌ مشوّهة تظهر ديننا بمظهر الصعب عكس مبادئ التسامح والعدالة التي دائما مانادى بها الإسلام منذ فجر بزوغه وحتى يومنا هذا .

كما أنّنا بحاجة لغمس هذه الهويّة الدينيّة في عمق هويّتنا الوطنيّة . فالهويّة السعوديّة تكماليّة المعالم فالإسلام بسماحته وإنسان شبه الجزيرة العربيّة بطموحه اللا منتهي رغم شحّ الأرض إلاّ ذا فكرٍ عالي متى ما وَجد المرشد السهل الحنون والمحفزات التي تجعله ساعدٍ من سواعد بناء السعوديّة الحديثة برؤية ٢٠٣٠ .

ولا شكّ أنّ المرأة جزءٌ من نسيج هذه الهويّة فديننا أوصى بالنساء خيراً ورسول الهدى ﷺ قال أنهنّ شقائق الرجال . فهي نصف المجتمع ومن تمام النصف أنْ تأخذ حقوقها كاملة بل وتمكينها من ذلك فالولاية ليست وصاية محضة بقدر ماهي توجيه ونصح وحماية وإلاّ فما قيمة أن يسير المجتمع ونصفه أعرج مازال يعاني ألماً واهمالاً لعلاجه حتى يكمل معه المسيرة .

ولعلّي هنا أعرج على دور الإعلام بكافة أطيافه فأطالب بصوتٍ عالي أن يكون عامل بناء لا غاطاً في سباته المصطنع بل هو الصورة الحقيقية التي تضعنا كمجتمع سعودي مواكب لعصره في قلب المشهد العالمي فكفى أن أقول أنّ صورة المملكة الإيجابيّة في الحج كفيلةٌ بصنع رأي عام يحترم المملكة في كل ماتقوم به حتى يؤدي الحجيج نسكهم في أمنٍ ونعيم .

ولمثقفي بلادي وفنانيه وأدبائه أقول : حان الوقت لصنع الإرث من داخل هذه الارض وكفى ماولد في المهجر فاليوم نحن أمام مسيرة نحو المستقبل بحاجة لأرواح مقبلة على الحياة في سعة الحياة . كفى للحروف والألحان والألوان أن نبحث عنها خارج أرضها . فدوركم أن تعيدوا البهجة والحياة إلى السعودية حتى تكون مصدر سعادة وهي في مركز الأرض .

حفظ الله بلادي وأدام عزها .

بقلم : عمر عبده الجيّد

 مساعد طبيب أسنان بمركز طب الأسنان بمستشفى محايل العام


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com