ترجل الفارس عن خيله ليس لأنه تخلى وتنازل عن فروسيته ولكن! هي الأقدار ألقته وأحكمت القبضة عليه حتى أنه كان مسافر روحا وعاد محمولا بدون روح ..
وفي صباح ليس كأي صباح لم تطل نوافذه على فجريات نجيب الإبتسامة ونجيب الهمة ولكن ! كانت تطل على خبر وفاة الدكتور / نجيب الزامل. . محزن ومؤلم وموجع كل الوجع عندما يترجل فارس حمل راية التطوع وكان شعاره الهمة والهمم ومحياه ينطق من جمال إبتسامته. .
رحل الدكتور نجيب الزامل. . وودعنا ولكنه ! حمل معه شهادة دكتوراة فخرية من حسن السيرة وجمال الخلق ومحبة الناس التي تحدث بها الحرف واللسان والدمع ، تحدثت بها الأماكن وتحدثت بها لغة ” الفجريات” التي بكته منذ فقده وغياب ضوئه عن الحياة ..
ياله من يوم ثقيل كعاصفة أجتاحت تلك الأجواء ودمرت الكثير والكثير.
فغيابه كان عاصفة وأيما عاصفة أجتاحت القلوب وكسرتها كسرا مؤلما. .
صحيح أن كل حروف المواساة وكل مشاعر الفقد لا تستنطق فتنطق لأن في مثل هذه المواقف يبقى الصمت سيدها وقائدها..
ولكن! كل ما أعلمه ويعلمه كل الجميع وتعيه الدنيا أن اثره الدكتور الزامل يتكلم وحب الناس له خبر نشر وأنتشر وفجرياته مازالت متألقة متأنقة كل صباح ..
حديث قلب تكلم من منابر الإحساس وحرف لم يستوفي ولم يوفي كل ما في الداخل من همس وحديث ولكن هي الحياة وهي الأقدار وهي النهايات المكتوبة المقضية بدون أي خط عودة أورجعة..
منى الزايدي
كاتبة سعودية
This site is protected by wp-copyrightpro.com