تعالى ضجيج المدن وعلا صوت صخب الحياة وجرت البشرية خلف متاهات الحياة التي يدخلها الكثير من البشر ويصعب حلها وتستنزف الطاقات كثيرا ..
وفي مفاجأة غير سارة للعالم ولاناجحة في مقياييس البشرية زلزل ذلك الفايروس (كورونا )أرجاء العالم وأحيلت الكثير من أصوات العالم إلى الصمت القاتل وعمر الأرض وأستعمر البشر السكون والهدوء وباتت القلوب تخفق خوفا وقطعت شرايين الرجاء والترجي وشيدت بيوت الخوف في تلك النفس الضعيفة وبدأت الأنسحابات تتوالي من جل مدن العالم وتحول العالم إلى طرقات مهجورة لايسكنها إلا العابرون أو تلك المخلوقات الأخرى. .
“فايروس” أوقف العالم على قدم وساق وعلى تأهبات وأستعدادوأحترازات ومخاوف باتت تلاحق الكبير والصغير ولاترحم المسن والمريض . .
ولكن ! هل أستكننا قليلا وعدنا إلى وقفات وتوقفات مع “حكمة فايروس ” أيها العالم وأيها البشرية : ذلك الفايروس كانت تدابيره وخطته وقيوده وفروضه وحكمته ليست بشريه ولكنها! سماوية آلهية فسبحان من وهبنا هذه الحكمة في هذا الفايروس لكي تشير لنا ببنان المحاسبة والمراجعة والتراجع والتوقف فمن المؤكد أن الحكمة من ذلك الفايروس تعيدنا إلى باب الخالق الذي جانبناه كثيرا أما بمعصية أو بذنب أو بخطيئة أو بزلل غير مقصود ..
حكمة ذلك الفايروس جاءت لكي تطرق بمطرقة الأحتياج إلى الله في الرخاء والشدة على بعض القلوب التائهة التي لاتعرف الله إلافي الشدة ..
ومن حكمة ذلك الفايروس ان نقف على أبواب حياتنا وأنفسنا التي ضاعت في ردهات الحياة وهي تستجدي العودة إلى الصواب ..
نحتاج إلى أستجمام ولكن! لايحتاج لجواز سفر هذه المرة وإنما يحتاج إلى تذكرة عبور إلى ذلك العقل الذي غلب عليه صدأ الجهل والكتب تئن الفراق والمفارق المتعمد…
ومن أبلغ الحكمة في ذلك البلاء والأبتلاء هو الأختلاء والخلو بالنفس وإعادة تدوير لكل ما في باطنها وعقلها وتقليب صفحات دفتر محاسبة النفس والتوقف عنده كثيرا ..
《 الحكمة ليست حكمة الحروف والحكماء المفوهين بها ولكن! قد تكون الحكمة في أحداث لابد أن نتوقف عند حروفها 》
إنسانة قبل أن أكون حاملة قلم وحرف وهمس أستوقفني ذلك الفايروس ونثرت حكمته في حياتي وداخلي
منى الزايدي
كاتبة سعودية
This site is protected by wp-copyrightpro.com