استفزني مقطع متداول لمقلب ساخن فيه شاب يمثل إفطاره في نهار رمضان ويستفز أبوه ويبرر إفطاره في نهار رمضان بنظام وصفه( يوم أيوه ويوم لا )
مما أثار الأب فأنهال عليه وعلى أخوه ضرب حتى أبلغوه بأنه مقلب ويكشفوا له مكان الكاميرا ليصدق ورغم ذلك ظل أثر غضب وجهد الموقف عليه
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
أولاً .. بالنسبة للأبناء تجاه الأب
يعد تصرفهم عقوق لوالدهم كونهم سعوا لإثارته وحرق أعصابه .. ونسألهم هنا :
لو تأثر الأب صحياً بعد هذا الجهد من الضرب وأصيب بسكتة قلبية أو جلطة .. ماذا سينفعهم المقلب ؟
لذلك الأبناء على خطأ بلا أدنى شك
وللعلم مثل هذي المقالب صارت للأسف متداولة بين الشباب كلاً يمقلب والده ويوثق المقلب عشان يضحّك بها أهله وأصحابه ومتابعيه وعامة الناس ليظهروا الآباء بهذا السوء في ردة الفعل بغير قصد .. ولكن الفهيم والعاقل يدرك أنها ردة فعل تعد قمة الخوف والحرص عليهم .
ثانياً .. بالنسبة للأب
ردة فعله تؤكد أنه يعاني من سوء سلوكيات عياله لذلك طفح الكيل من استهتارهم حتى في الصيام الذي تربى عليه في ( زمن الطيبين ) ان الإفطار عمداً يعد جريمة عظمى ..
وطبعا الأب وأي أب على خطأ عندما يعاقب بالضرب بهذا الشكل المبرح ولا نوافقه وبالذات في جيل اليوم .. فجيل الأولين يختلف في كل شي حتى في المدارس التي كان الأب يسلم الإبن فيها ومعه مقولة لكم ( *اللحم ولنا العظم* ) كتصريح للأب الثاني وهو المعلم بأن يربي وكأنه أب مكانه .
ولكن جيل اليوم مرفه ولا يتحمل المسؤولية إلا من رحم الله منهم .. وقد زادهم سوء ودلع وتهاون في الحياة تلك العقوبات التي فهموها خطأ ويحتموا بها وأعني عقوبات العنف الاسري التي شُرعت لحالات معينة يقدرها أهل الأختصاص وليس لتوافه الأمور .
وهذا لا يعني أننا نوافق على مبدأ العنف والتعنيف بأي شكل من أشكاله ولا نعزز من تعنيف بعض الوالدين للابناء حد الإجرام .. ولكن للأسف أُستغل برنامج الحماية هذا من قبل الابناء لابتزاز والديهم بعض الأحيان مقابل تنفيذ رغباتهم الممنوعة والضارة بصحتهم وتربيتهم .
لذلك اصبح بعض الابناء يتواصل برقم الحماية ويشتكي لمجرد ان والده سحب منه لعبة السوني مثلاً فيدّعي وقتها على أبوه أكاذيب شتم وضرب ..
لذلك لم تكن هذه الإجراءات في زمن الجيل السابق موجودة وكان الأب هو المسؤول الاول والأخير عن تربية ابنه مع وجود آباء في ذلك الوقت مبالغين في التربية بشكل منفر ولكن كانوا شواذ
ثالثًا .. بالنسبة للموقف بشكل عام
ونصيحة على كل أب أن يحرص أن الوضع أمام جيل اليوم خطير ويتطلب الصبر عليهم وبالذات من ابناء الوالدين المنفصلين يكون اخطر
وهذا من واقع قضايا أسرية عاصرناها ومازالنا .
فالقانون اليوم والنظام في صف الابناء والبنات والزوجات والأخوات أكثر من الأباء والأخوان والأزواج لأنهم الجانب الأضعف وهم الرعية لولاة أمرهم .. وهذا من أجل تقنين الحقوق التي كانت تُهضم في السابق لحالات معينة .
وللعلم لو اختلف هؤلاء الأبناء المضروبين بالمقطع مع والدهم في يوم ما وقدّموا مقطع مجتزأ لضربهم لكان مصير والدهم السجن لمدة يقدرها القاضي .. ولكن في نهاية هذا المقطع يوضح الشاب لمتابعيه أنه مقلب وهو ما يدينه شرعاً كإبن عاق .
وتخيلوا خطورة نشر مثل هذه المقالب بين الشباب المراهق مثلهم .. فمنهم من سيحاول تقليد المقلب ولكن بفكرة جديدة .. ويستمر مسلسل دمار الأسر
خذوا واقعة حدثت في الرياض :
*أب يموت ضحية مقلب بإستراحة*
وصل الأب الاستراحة ومعه لوازم سباحة للابناء وبالذات ما يحميهم من الغرق .. ولأن الابناء يعرفون خوف الأب عليهم اتفقوا مع كل الاسرة ان يمثل احد الابناء انه غرق لحظة وصول الأب والبقية يراقب الموقف ليضحكوا بعدها .. دخل الأب ويبدو أنه كان متعب وجسده مجهد وشاهد فلذة كبده يصارع الغرق ممثلاً وما كان من الأب إلا أن رمى نفسه بثيابه لينقذه ..
ورغم قدرة الأب على السباحة كما تعرف الأسرة إلا أنه توفي رحمه الله داخل المسبح ..
اظهر التقرير الطبي وفاته بسكتة قلبية وليس الغرق .
أنتهى هذا المقلب بعزاء .. والضحك ببكاء فما الفائدة ؟
وأقول ختاماً للوالدين ومن في حكمهم من أولياء الأمور حفظهم الله
لا نملك للأبناء إلا الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء لهم في كل الأوقات بأن يصلح الله حالهم ويهديهم ويرزقنا برهم وطاعتهم ويبارك لنا فيهم يارب .
المستشار الإجتماعي
د.خالد عبدالقادر الحارثي
This site is protected by wp-copyrightpro.com