اولادنا والاصدقاء | شفيا الوهاس
14 يوليو 2020
3
76329

 

من الظواهر التي طغت هذه الايام وخصوصا بعد انتهاء الحجر الصحي واثناء الحجر ايضاً . ذهاب الابناء مع اصدقاءهم واستأجار مسكن ليعشوا معهم في شقة او استراحة قد لايكون فيها ماهو متوفر في بيت العائلة ولكن الخروج والاجتماع مع الاصدقاء فيها اصبح ظاهرة اليوم اكثر من قبل ..
لم يعدالابن يجتمع مع اهله في مناسبة ولايسافر معهم ولايخرج لتنزه مع والدته او والده او حتى الجلوس معهم واستقل قبل حتى ان يتزوج بل استقلاله مع اصدقاءه في عمر يحتاجه الوالدين اكثر من قبل ..
وهجر بيت فيه حنان الام واهتمام الاب لماذا ؟
اهوا عدم حصولهم على الحرية الكاملة في بيوتهم لا اعتقد بل ان بيت العائلة قد لايكون فيه الا. الام والاب الذان يقيضيان اغلب اوقاتهما وحيدان ويكفيهم حس الابن في البيت ويعيشون وحيدين وعندهم ابناء ولكن الابناء يسكنون مع اصدقاءهم في شقة صغيرة ربما لاتساوي ربع مساحة بيت العائلة ماذا ينقصهم ؟ الالعاب الالكترونية لا اعتقد فهوا يقضي جل وقته في البيت عليها ولايكلفه والداه باي عبأ ممكن ان يشغله عن هذه الالعاب ولكنه لايريد البقاء مع الاسرة ؟
هل لانه يريد ان يستمع لقصص وحكاوي الاصدقاء كان يكفيه بضع ساعات معهم وبعدها العودة والنوم على فراشه مع والديه وفي بيته الذي يتوفر فيه كل وسائل الراحه طعامه جاهز وملابسه مغسوله مكويه مرتبه. وجميع مايتمناه يحصل عليه بدون عناء.
اذن لماذا هجر بيت الاسرة البيت الذي فيه الوالدان والاخوة والاخوات ؟
انه الفراغ العاطفي وليس فراغ من العمل بل بعضهم يعمل ويعود لمسكن اصدقاءه تمر الايام لايرى اسرته وربما البيت الذي يسكنه لايبعد عن بيت اهله عشر دقائق وقد ينقص البيت الذي ترك بيت عائلته لاجله احتياجات كثيرة ولكن هو مع الاصدقاء سعيد بذلك كله ..
انه الفراغ العاطفي لم يعد هناك الفة ومحبة تجمع الاسرة مع بعضهم واصبح الابن يشعر انه يريد الحرية والاستقلال الخاطئ ..
قبل الاوان ويبحث عن مسكن مع الاصحاب ويترك الاهل وغالباً اصدقاءة هم من يعطوه هذا المفهوم ..،وهم من يملاء وقت فرغه معهم ..
ويغيب بالايام الام تمرض وتتشافى وهو لايدري تحتاجه وهو غائب وتريد الحديث معه ولاتستطيع وربما بعضهم تتصل على ابنها وهاتفه مغلق او لايجيبب ..
و يضن ان ذلك فيه متعته وسعادته وهو يرتكب الذنوب والمتاعب
ببعده عن ام ينفطر قلبها عندما تفتح باب غرفته وترى سريره على حالته ودولابه مرتب لم يعبث بملابسه وربما تنزل دمعتها في صمت تتسائل هذه الام لماذا ؟. وتتوقع اجابات غير مجدية هل لاني اغدق عليه الحب والاهتمام ولا اكلفه بشيء من الاعمال ؟وهل شعر بالملل لوجود كل احتياجاته قبل ان يطلبها ؟! …
واراد الخروج والاعتماد على نفسه حتى يتعب ويبحث عن نواقص قد تسعده ويبحث عن السعادة بعيد عنا في جمعة اصدقاء واللعب معهم ومشاركتهم لحظات سعادته ولكن الا يكفيه بعض الوقت ليعود وينام امام اعيننا حتى نستطيع النوم براحة وطمأنينه بوجودة في غرفته بجوارنا.
اجابة هذا كله هو البعد عن الله وعن تعاليم الدين التي تحث على بر الوالدين وصلة الرحم. نعم انه البعد كل البعد عن طاعة الاهل واسعادهم بوجوده..
وعند شعوره بالخذلان من قبل الاصدقاء سوف يعود الى بيت الاهل والعائلة ولكن بعد فوات الاوان.
الى الشباب عودوا لاهلكم وبيوتكم واخرجوا معهم واسعدوهم في حياتهم فالحياة قصيرة ربما لاتستطيع ان تفعل ذلك اليوم وتندم عليه غداً.

بقلم : شفيا الوهاس


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com