الصمت حكمة
10 يوليو 2021
0
39600

إخترعنا اللغات، وتعلمنا الحروف، وأتقنَا الكتابة..

تفنَنا في البلاغة، وتغنَينا بالجُمل، قيل لنا أن الكلمة أحدُ من السيف إذا ما استُخدمت في موضعها، وأن كلمة حق قد تُدخلك الجنة..

يلومك الكثيرون إن لم تتكلم حيث يكون لك الحق، وتُجبر أن تدافع عن نفسك إن كان الحق عليك، ويُعتب عليك إن لم تبح بمشاعرك..

دائماً ما نُجبر على الحديث، على التعبير، على المجادلة، نتحدث ونتحدث بملئ أفواهنا، ولا نعي إن كان كل ما نقوله يستحق أن يظهر على السطح ولا يبق مكنوناً في أعماقنا!

الكلمة تغير الكثير، وقد يبلغ مداها الآفاق، وقد تصيب من الجراح مداها..

جراح قد لا تندمل مع مرور الأيام أو صدق الإعتذار..

ومع ذلك لا نزال نتكلم، ونجبر غيرنا على الكلام، ولم نتوقف لحظة لأن نستبدل الحروف بالصمت!

الصمت الذي قد يكون أحياناً أبلغ من الكلام، الصمت الذي يقول الكثير والكثير..

الصمت الحكمة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً..

الصمت الذي أُوصينا به إن لم نجد خيراً نقوله، فالصمت عبادة الأتقياء..

إن للصمت قوة تهد الجبال وتفجر البراكين، قد نظن خاطئين بأن الصمت ضعف ومن يصمت يُهضم حقه، وأن القوي هو من يتكلم، ولكنه ليس كذلك حين نعلم أن الكلام لن يغير من الواقع شيئاً!

وأن القدرة على كبح جماح لسانك تحتاج إلى الكثير من القوة والحكمة والصبر، وأن الشعور بالندم غالباً ما يلحق بالكلام وقلَما يستحضره الصمت ولو بعد حين..

 

د.ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com