صفحات من حياة أنثى بين الواقع والحلم !!
21 يونيو 2023
0
56727

نوشة – ش ا س

مضت اول يومين بعد الزفاف كحلم جميل وددت ان لا ينتهي ولكنها الحياة لا تعطينا كل مانتمنى. فقد انتهت اجازة فارس التي لم تزد عن بضعة ايام والتي بالكاد سمحو له بها فهولا يزال في فترة التدريب وتنتظره العديد من الاختبارات التي عليه ان يجتازها قبل ان يتمترسيمه كمساعد طيار ، وها انا امارس دور الزوجة المجتهدة التي توقظ زوجها للعملوتجهز له الفطور ثم ترافقه الي باب المنزل بابتسامة ممزوجة بكلمات الحب ودعواتالتوفيق (على نظام امينة زوجة سي السيد في المسلسل الشهير فقد كان ذلك نمط الزوجةالصالحه الذي يتم بثه في عقولنا على مدار الساعة).

ها أنا وحيدة في مملكتي اخذت نفسا عميقا وبدأت اتجول في انحاء المنزل بزهو ، لم يكنالمنزل كبيرا كما ان بعض غرفه كانت لاتزال خالية من الاثاث لكنه كان عامرا بما هو اهمفالحب يسكن كل زواياه تأملت كل شي في المنزل من التحف الصغيرة وحتي الأسقفوالجدران وانا ارسم في مخيلتي اجمل الصور للايام القادمة

ومع اني حاولت شغل نفسي بكل الطرق الا ان الوقت كان يمر بطيئا ومملا ًفي غيابفارس

عاد فارس مع غروب الشمس وقد بدا مرهقاً وشاحباً لكنه جاهد ان يرسم ابتسامة عليشفتيه ويخبرني كم اشتاق الي ثم سالني كيف قضيت يومي وان كنت حادثت احدا عبرالهاتف او فتحت احد نوافذ المنزل اخبرته اني لم احادث سوي والديّ الذين اشتقت اليهمفوعدني ان ياخذني لزيارتهم قريباً، لكنه وقف امامي فجأة وكان شيئاً ما قد قفز الي رأسهوسألني وهو يحاول ان يخفي نبرة الشك في صوته: هل تعرفين بشار ال…..؟ اجبتهباسمه : اعرف انه اعز اصدقائك

. لكنه اردف : ليس هذا ما قصدته هل تعرفينه من قبل هل كان ثمة علاقة بينكما؟

فهو لايفصل منزله عن منزل اهلك الا بضع مباني. صدمني فارس بسواله وكأنه رجمنيبكل اشواك الكون التي تناثرت لتنغرز في انحاء روحي المصدومة لكني ابتلعت الميوالجمت غضبي واجبته بمنتهى البرود واللامبالاة: لا.

يومان اخران مضت وفارس يذهب الي عمله منذ الصباح ولا يعود الا قبيل الغروب تعباًومرهقاً ولكنه يبذل كل جهده ليعوضني ساعات غيابه كان مرحا ًجداً وحنونا والأهم منذلك كان عاشقاً حتي النخاع يفعل اي شي ليبقيني سعيدة وكنت ابادله كل الحب واغمرهبالحنان والرعاية .

مضت خمسة ايام على زفافنا كان شوقي لاهلي قد بلغ حده وغلبت خجلي اخيرا وطلبتمنه ان يأخذني لزيارة والديّ. كانت الشمس تستعد للغروب وفارس يقود سيارته بتمهلالي منزل اهلي حيث سيتركني هناك ريثما ينهي بعض اشغاله .كنت في غاية السعادةمما انعكس على كل ما وقعت عيني عليه في الطريق كنت اري كل الاشياء يشكل مختلفوكأني اراها لاول مره فمصابيح الشارع قد اضاءت وكانها تعاكس الاشجار المتراقصةوالشوارع تشهد في خجل ميلاد حب. اخذت اتامل الشوارع والارصفة حتي المحلات التياعتدت تامل واجهاتها اراها اليوم بشكل مختلف ، توقفنا عند الاشارة وانا لا ازال اتأملواجهة احد المحلات وجاءني صوت فارس المشوب بالغضب كطلقة اصابت لحظاتالسعادة التي كنت اعيشها في مقتل: هل تعرفينه يا ليان ؟ نظرت الي فارس بدهشةوسبقني ردي: من هو؟ اجابني فارس دون ان ينظر الي وكانه يرفض مواجهتي بشكوكه :قائد السيارة المجاورة فانت تتاملينه منذ مدة. تفجرت براكين الغضب في شراييني وانااجيب بعصبية وحدّة : لم اتأمله ولم أنظر اليه اصلاً كل ما هنالك اني كنت اتامل واجهةالمحلات كما اعتدت ان افعل دوما، وخيم بعدها الصمت. اضاءت الاشارة الخضراء واكملناسيرنا لكن فارس قطع الصمت بسؤال اخر وكأن يصرّ ان يخوض كل الجولات الممكنةليُثبت تهمته علي: وهل تربطك علاقه باصحاب تلك المحلات ؟ الجمتني المفاجأة وربماالصدمة اردت ان اصرخ به هل جننت؟؟

أن اصفعه لكن توقفه امام منزل اهلي جعلني اقفز هاربة خارج السيارة وصفقت الباب بكلما أوتيت من قوة وكانها الصفعة التي تمنيت ان اوجهها لفارس.

فتحت لي امي الباب ومن خلفها ابي وانا اجاهد لحبس الدموع في مقلتي فسرورهموالفرحة التي ارتسمت على ملامحهم لرؤيتي كان كفيلة بتهدئتي فلبست قناع الفرح وارتميت في احضانهم.

يُتبع


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com