ش ا س :
أشاد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني بإنجازات المكتب الإقليمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي بالسودان من خلال ما يقدمه من مشروعات إنمائية للإسهام في الحد من العوز والفقر والارتقاء بالخدمات الصحية والبرامج الإنمائية . مثمناً هذه البرامج النوعية والنشاطات المتميزة واعتبرها نموذجا انسانيا مشرفا للعمل الناجح والتخطيط المتميز والدعم المشرف مشيدا بمديري المكتب والعاملين فيه وبما يقدمونه من متابعة مستمرة واهتمام بالغ بسرعة انجاز هذه المشاريع ليستفيد منها الأشقاء .
وأكَّد “السحيباني” حرص واهتمام المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وحكومته الرشيدة بالعمل الإِنساني والإغاثي للشعب السوداني الشقيق ، مشيرا بصفة خاصة إلى عبارات الامتنان والتقدير التي أدلى بها معالي مساعد رئيس الجمهورية خلال اللقاء معه، وثمن المتابعة الكريمة والإشراف المباشر التي وجدتها تلك المشاريع إبان إطلاقها من رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ، كما أشاد بالتنسيق الإغاثي والدعم الذي يجده المكتب من لدن سفير خادم الحرمين الشريفين في السودان الأستاذ فيصل بن حامد معلا .
جاء ذلك خلال زيارته لمقر المكتب الإقليمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي بالخرطوم ضمن جهود المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي تقوم حالياً بزيارة تفقدية لجمهورية السودان الشقيقة للاطلاع على ما خلفته كارثة الفيضانات التي حلت مؤخراً بالبلاد، حيث كانت الأمانة العربية للمنظمة قد أطلقت نداء انسانيا شاملا استجابت معه معظم الجمعيات الوطنية الخليجية وبعض المؤسسات والجهات الخيرية على وجه خاص إلى جانب بعض المنظمات الدولية المنضوية تحت منظومة الحركة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر.
وأستمع “السحيباني” إلى شرح تفصيلي من المدير “السابق” للمكتب الإقليمي للهلال الأحمر السعودي الأستاذ حسن بن نهار المطيرى ، والذي ترجل عن كرسيه مؤخراً ليواصل زميله الأستاذ محمد عبدالله الشمراني رسالة الهيئة مديراً إقليمياً للمكتب ، ويواصل الرسالة الإغاثية للمملكة العربية السعودية في ظل الترحيب الدائم من لدن الحكومة والشعب السوداني الشقيق .
(40) مشروعاً في عشر ولايات سودانية
وأوضح مدير المكتب بأن الهيئة تعكف حاليا على تنفيذ 40 مشروعا من خلال 20 برنامجا تتوزع في 76 موقعا بعشر ولايات سودانية ، منوهاً بأن المشروعات التي نفذتها المملكة في ” دار فور” سابقاً شملت مجالات الاصحاح والمياه والإنعاش المبكر وبعض البرامج الإنمائية والتعليمية وهو ما أسهم في تحسين الوضع الإِنساني بشهادة المهتمين في أوساط المنظمات الإنسانية العالمية والحكومية السودانية .
قرية الملك عبدالله نموذج إنساني
كما إطلع “السحيباني” على مشروع قرية خادم الحرمين الشريفين الملك عبـدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ الذي يتواصل العمل فيه ليل نعار بولاية الجــزيرة بجمهورية السودان منذ العاشر من مايو 2015م ، وهو احــــد المشاريع الانسانية المتـكاملة والـذي يشتمل على توفير الســكن والصــحة والتعليم ومسـجد ومـاء وكـذلك برامج لتحويل الاسر المحتاجة الى اســــر مكتفية و منتجة وعاملة، حيث أنهى هذا المشروع معاناة سكان القرية 38 بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة من تضررهم سنوياً نتيجة وقوع قريتهم في مجرى السيول حيث تبنت هيئة الهلال الاحمر السعودي الى ايجاد حلول لمشكلة سكان القرية بدعم من حكومة المملكة العربية السعودية فكرة هذا المشروع النوعي الذي يقوم على انشاء قرية بديلة في موقع آمن من مخاطر السيول والفيضانات وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية السودانية ، ويعد هذا المشروع من المشاريع المميزة عـلى ساحة العمل الانساني بجمهورية السودان الشقيق وذلك نسبة الى الحاجه الماسة لسكان القرية للسكن وكذلك لكون المشروع مشروع متكامل سيبقى بأذن الله شاهداً على الاعمال الانسانية الجليلة التي قدمها المغفور له بإذن الله تعالى خــــادم الحرمين الشريفين الملــك عبدالله بن عبدالعزيز للإنسانية . هذا وستسهم هذه القرية في المساهمة في المحافظة على حياة وممتلكات (700 أسرة) من خلال انشاء (350 وحدة سكنية) تضم (700) مسكن بملحقاتها الصحية ، حيث بلغت تكلفة القرية بـ ( 12.400.000) ريال سعودي ، وبدأ تشييد القرية في الموقع الامن والبعيد عن مخاطر السيول والفيضانات ، وتقيهم حرارة الصيف وبرودة الشتاء، وتوفر الخدمات الصحية لسكان القرية وما جاورها من القرى الاخرى ، والخدمات التعليمية لأبناء سكان القرية ولتخدم أيضا سكان ما جاورها من القرى الاخرى كذلك ، وتوفير المياه الصالحة للشرب لسكان القرية من خلال مد خط للمياه وانشاء خزانات لحفظ المياه ، وكذلك انشاء وتجهيز حديقة لترفيه الاطفال للمساهمة في الدعم النفسي ، بالإضافة إلى اعادة تأهيل الاسر الاشد احتياجا من سكان القـرية ممن فقــدوا ممتلكاتهم وذلـك بتوفير وسـائل لكسب العيش مثل المواشي والبذور وبناء القدرات من خلال مكائن الخـياطة والافران وغيرها من الوسائل التي تتناسب مع خبراتهم وقدراتهم المهنية للمساهمة في حفظ كرامتهم وانسانيتهم وتحويلهم لأسر منتجة من خلال برنامج بناء قدرات الاسر الفقيرة، و تدريب شباب القرية في مجال الاعمال المهنية مثل البناء والحدادة والنجارة والدهانات واعمال الكهرباء من خلال اشركهم بالعمل في انشاء القرية ، تحقيق التميز في المشاريع الانسانية الدائمة من خلال مساعدة الاشد ضعفاً وتوفير اغلب متطلبات سكان القرية من سكن ومرافق اساسية وبرامج هادفة .
(17) عيادة طبية ومركزاً صحياً تلبي إحتياج (97) ألف نسمة
وأضاف “المطيري” في حديثه إبان زيارة الأمين العام للمنظمة لنموذج حي من المراكز الصحية النوعية الواقع على طريق رئيسي مهم يربط ولاية الجزيرة بالخرطوم بأنه تمكنت الهيئة وبالتعاون مع وزارة الصحة السودانية وهيئة الهلال الأحمر السوداني من تنفيذ وتجهيز(10) عيادات طبية دائمة بولايات مختلفة منها سنار والقضارف وكسلا والشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر. كما أنشأت (7) مراكز صحية بكل من الخرطوم والجزيرة ونهر النيل والشمالية والنيل الأبيض، مضيفاً أن هذه المراكز تقدم خدماتها لأكثر من(100) ألف نسمة، منوهاً بأن هذه المراكز تميزت بالبنية التحتية الجيدة والأجهزة والمعدات الحديثة والأثاث الطبي الذي تم تجهيزه بمعايير وتقنيات عالية، حيث يوجد بكل مركز صحي صيدلية ومعمل وغرفة عملية صغيرة ومكتب طبيب وآخر لقابلة وعنبر للنساء.
مشاريع دائمة للفئات الأضعف
وأوضح مدير المكتب الإقليمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي في السودان بأن هيئة الهلال الأحمر السعودي عملت على تنفيذ مشاريع دائمة للفئات الضعيفة سواء كانوا أفراد أو أسر أو قرى إلى جانب تنفيذ مشاريع أخرى أكبر شريحة ممكنة من المحتاجين، خاصة مثل توفير الخدمات الأساسية مثل الماء والصحة، بالإضافة إلى جهود الهيئة في محاربة ظواهر الفقر في المجتمعات السودانية عن طريق تشجيع الفقراء على العمل إلى جانب تأهيلهم وتقديم المساعدات لهم بتمليكهم وسائل الإنتاج وتدريبهم عليها.
دعم مساندة المعاقين
وأشار مدير المكتب إلى الاهتمام الخاص الذي تُوليه الهيئة لشريحة المعاقين والحالات الخاصة، حيث قامت بدعم ومساندة المعاقين بالتنسيق مع الهيئة العامة للأجهزة التعويضية للمعاقين بالخرطوم، وتم في هذا الخصوص تنفيذ العديد من البرامج التي أمنّت احتياجات المعاقين وتقديم أطراف صناعية وكراسي متحركة وعصي بيضاء لفاقدي البصر، باعتبار أن شريحة المعاقين من الشرائح المهمة في المجتمع تستدعي ضرورة رفع الوعي بها من خلال عدد من المشروعات.
بناء قدرات أربعة آلاف أسرة
وفيما يخص التدريب، أفاد من جانبه الأستاذ محمد الشمراني المدير الحالي للمكتب الإقليمي بأن الهيئة ركزت بشكل كبير ومن خلال برامجها السابقة والحالية في السودان على برنامج التدريب والتأهيل للمستفيدين من مشروعات الأسر المنتجة لاعتقادها الجازم أن مشروع (بناء القدرات) من خلال تدريب وتأهيل المستفيدين يسهم في الحد من الفقر ويرفع المستوى المعيشي للأسر الفقيرة، لأن مثل هذه البرامج تمكنهم من استثمار قدراتهم وخبراتهم وتحويلهم إلى أسر منتجة، وكشف أن عدد المستفيدين من هذا البرنامج بلغ أربعة آلاف أسرة .
This site is protected by wp-copyrightpro.com