القرار ..!!
23 مايو 2023
0
51876

نوشة – ش ا س 

خمسة أسطر كُتبت بقلم وردي علي قصاصة ورق ،تأملتها وتذكرت يوم كتبتها كنت مع صديقاتي في منزل هوازن (صديقتي المقربة )
نتحدث عن آمالنا وطموحاتنا وأحلامنا الوردية عندما خطر ببالنا أن تكتب كلا منا مواصفات فارس احلامها وتحتفظ بها لنري ما سيتحقق منها ..
علت وجهي الأبتسامة وانا اقرأ
المواصفات واحاول تطبيقها على العريس فارس

١- أن يحبني إلي حد الجنون
اتسعت ابتسامتي وكأنني واثقة من هذا فلم اجد تفسيرا اخر لتمسكه بي واصراره علي كل هذه السنوات إلا الحب

٢- أن يكون انيقاً وراقياً في التعامل
وهنا داخلتني الحيرة فكيف لي أن أحكم عليه وأنا لا اعرفه ولكني استحضرت هيئته وتصرفاته يوم أن جاء للنظرة الشرعية فوجدتها تبشر بخير.

٣-أن لا يكون عدد أخوته كثير
كان هذا أمراً هام بالنسبة لي فقد لاحظت انه اذا ازداد عدد الاخوة كثرت بينهم المشاحنات وانا اكرة هذه الاجواء.
وجدت نفسي أضحك لا شعورياً وأنا أحسب عدد إخوته العشرة الذين كانوا كلهم متزوجون ما عدا هدى اخته الصغري وضحكت بصوت مسموع بعد ان قمت بعملية حسابية بسيطة فوجدت أنني إذا أردت ان اقيم وليمة أاهله فانني ساتكفل بضيافة ما لايقل عن عشرون شخص .. صدمني العدد

٤- أن لا يكون أكبر إخوته ولا أصغرهم
لم أستطع أن أحدد إن كانت هذه النقطه تدل علي ذكائي أم لؤمي فلم أكن أُفضّله أكبر اخوته حتي لا ينشغل عني بمسؤوليتهم ولا أريده أصغرهم فيكون مدللاً وعديم المسؤولية.
فارس ليس أكبر اخوته ولكن هل يمكن أن أعتبره أصغر إخوته حيث أنه أصغر الأولاد وتليه هدى ؟

٥- أن يكون ذا منصب
أبتسمت فقد كانت أُمنيتي أن أرتبط بكابتن طيار فصورة خالي الطيّار بزيه الرسمي لاتزال تأسرني منذ كنت طفلة وأنا أراقبه مغادرا أو قادما من رحلة وكم تمنيت أن احيا حياتهم التي لا تعرف الروتين ولا الملل الذي كنت ولازلت اشعر انهم سم بطيء بالنسبة لي.
لم انتبه كيف دخلت والدتي إلي غرفتي لم أنتبه إلا علي ضحكتها وهي تقرأ الورقه من خلفي ثم تضحك قائلة : ليس كل ما يتمني المرء يدركه
شاركتها الضحك وهي تحاول أن تضمني إليها لتهمس في أُذني : مبروك أخيراً سأصبح أم العروس فقد حددنا يوم الخميس لقراءة الفاتحة.
توقفت ضحكتني فجأة وحلّت محلّها الدهشة وأنا أقول : ماذا ؟! ! لم يكن سؤالي لأني لم أسمع ما قالت ولكن لأني لم أستوعبه فأنا لم أقرر بعد.
أجابت بهدوء وكأنها فهمت مقصدي : وجدنا أنك في حيرة فقررنا أنا و والدك أن نساعدك بطريقتنا. نظرت إليها بتعجب وأنا أقول : وهل مساعدتكم تعني اتخاذ القرار نيابة عني ؟؟
أمتعضت أمي من السؤال وأستدارت لتغادر الغرفه وهي تقول : نحن أعلم بمصلحتك .
صدمتني اجابتها فليست هذه الطريقه التي نتعامل بها في هذا البيت، لكني في قرارة نفسي شعرت بالراحة لأنهم خلصوني من الحيرة …
جاء يوم الخميس واكتظّ المنزل بالضيوف فأنا اكبر إخوتي وأول حفيدة لأهل والدي فأنا فرحتهم الأولى.
بارك لي الكل بحفاوه لكنهم لم يستطيعوا أن يخفوا دهشتهم بمواقفة والدي وكثير منهم كانت تقفز منهم الكلمات بعد كلمة مبروك ليسالوا كيف اقتنع والدك؟؟.
فعلمت ان قصة فارسي كانت متداوله بينهم .
جلست بين الضيوف تلاقت نظراتي بها,أحسست بخبثها لم تكن شخصية مريحة أبداً، إنها زوجة اخيه التي كانت متزوجه من رجل مرموق ولديها طفلان عندما تعرفت على أسامه اخ فارس وتطورت علاقتهم لتترك زوجها و تتخلى عن أولادها وتتزوج بأسامه منذ شهرين مضت، أحسست بالتقزز لأني أمقت الخيانة، لا أعلم كيف تسطيع مواجهة المجتمع والكل يعلم بقصتها، ابتسمت بخبث وكأنها تقرأ افكاري كانت نظراتها قوية بها خليط من الإزدراء والتحدي أستجمعت شجاعتي لأبادلها نفس النظرات وعلمت أني لن أتفق معاها يوماً ……


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منطقة الاعضاء

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 جميع الحقوق محفوظة صحيفة شبكة الاعلام السعودي تصميم و استضافةمؤسسة الإبداع الرقمي

This site is protected by wp-copyrightpro.com