مخرج فيلم (أبناء المستحيل) حلمي الحقيقي في هذا الفيلم أن يصل لأكبر عدد من الناس
26 سبتمبر 2021
1
109494

 

ش ا س – د. وفاء ابوهادي

يمتلك شخصية اجتماعية، لين المعشر مع كل من يعرفه سلس التعابير في مخاطبته نبغ منذ عمر صغير في فنون متعددة واجتاز مرحلة الإبداع بموهبة أودعها الله له في رصيد حياته فتفوق بها عن من يمتلكون الشهادات الأكاديمية والمسميات التخصصية فكان مبدعاً عندما بدأ مرحلة التمثيل وكان مبتكراً في ولوجه لعالم الإخراج مسيرة من العطاء والإبداع والتفاني .

نحاول أن نسافر في رحلة مع بعض خطوات أعماله الطويلة والمشرفة لنعرف عن هذه الشخصية التي هي محور حديثنا في لقاء شيق وغني بعطاء مبتكر وإبداع يُفتخر به .

الممثل والمخرج حسام حمود الذي عمل مديراً لعدة دورات ممثل وورشات عمل مسرحية منذ عام 1996 وله الفضل في تأسيس المسرح المنهجي بسورية منذ عام 2006 كما عمل مخرج مسرحي في المسرح القومي الاحترافي و المسرح الخاص و مسارح الشباب بالإضافة لإهتمامه بمسرح الطفل منذ عام 1995 وكانت له رؤية مختلفة بإهتمامة بمسرح الطفل بشكل كبير ، كما كان مخرجاً لفرقة المسرح القومي بحلب وعمل مديراً لمسرح الغسانية بحلب وأبدع اخراجاً لاحتفالية عاصمة الثقافة الإسلامية.

الكثير من الأعمال التي سطرت في طيات تاريخ يفتخر بعربي مثل هذا النابغة من أرض الشام الأبية ففي رصيده ما يقارب ال 40 عمل مسرحي
فحصد الجوائز العديدة التي أضيفت لمسيرته المشرقة كجائزة أفضل فيلم روائي طويل ( الذهبية ) و (الموت حباً ) بمهرجان بيروت الدولي للسينما ، وغيرها من الأعمال والمشاركات والمهام التي زخمت بها سيرة ممثل ومخرج ومدرب معتمد وكاتب سيناريو والكثير التي لن نستطيع حصرها في هذا اللقاء .

لكن لابد أن نسلط الضوء على إنجازه الأخير والذي يمثل فخراً لنا جميعاً
حيث وجه اهتمامه بشريحة من المجتمع مهمة جداً وغالية على قلوبنا ومهمشة للأسف من الكثير .
أبدع في إظهار حقيقتها ونجح في إيصال رسائل تربوية مهمة لهذه الفئة
(ذوي الهمم) أو (ذوي الاحتياجات الخاصة) من وضع لهم المجتمع سياج محدد وحبسهم فيه وبمساعدة أهاليهم أحياناً ، بهذا الفيلم استطاع المبدع حسام أن يصور حقيقة إبداعهم وأن المستحيل إذا وجد الدعم أصبح ممكناً ورغم الامكانيات المتواضعة بسبب ظروف سوريا استطاع أن يتحدى تلك العواقب ويحصل على جائزة أفضل فيلم ل( أبناء المستحيل) في مهرجان HOPE International Film ستوكهولم .. السويد 2021 .

وهذا العمل المتميز هو ما نود أن نشير إليه فهو في حقيقته نبراس ينير مجتمعات كثيرة يوجد بها حالات التوحد والمتلازمة داون والذين للأسف يجدون عدم فهم طبيعة ميولهم والفشل في إخراج مواهبهم سواء من الأهل أو من المراكز التي تهتم بهم ، ومن هذا المنطلق سلط الممثل والمخرج حسام حمود على تفاصيل مهمة في حياتهم ليكون لهم تفاعل في المجتمع ورفع الوعي الأسري لمن تتواجد عنده مثل هذه الحالات بالإضافة إلى المجتمع ووعيه للتعامل معهم بطريقة تليق بانسانيتهم
وهذا ما نحتاج أن ينشر على نطاق واسع وأن يكون فيلم ( أبناء المستحيل ) من نصيب كآفة الدول العربية لمشاهدته والإستفادة من مضمون رسائله التي كانت هدف عمله وتحمل كآفة متطلبات إخراجه ليفوز بهذه الجائزة الدولية ويتحدى بقية أفلامٍ كان لها ظروف مساعدة ومهيئة لاخراجها بامكانيات كبيرة .

من خلال هذا اللقاء الذي كان لصحيفة شبكة الإعلام السعودي شرف كبير بإستضافة الممثل والمخرج القدير حسام حمود سنتعرف على بعض جوانب أعماله ويحدثنا عن حيثيات فيلم (أبناء المستحيل)

 

 

ملاحظ من خلال ما قدمته قي عالم الفن تنوع فريد ماهي العوامل التي ساعدتك في ذلك هل حب المجال ؟
أم عن دراسة فطُبقت واقعاً؟

منذ عام 1988 أي منذ أن كنت طفلاً وأنا شغوف في هذه المهنة لدرجة أني كنت مولعاً فيها و احقق الإنجازات و الجوائز على مستوى المسرح ..
ليس هنالك إبداع وتميز بأي مهنة إلا بالحب والدراسة و البحث و السعي و النية و الإيمان بما أقدمه ، والفن رسالة سامية و أنا أؤمن بهذه الرسالة وحملتها على عاتقي ، ورفضت في يوم من الأيام أن أقدم الأعمال الرخيصة فكرياً فحافظت على تطلعاتي و فكري كالقابض على الجمر من أجل أن أقدم فناً يليق بهذا المجتمع العظيم.

الإخراج السينمائي أو المسرحي أو التلفزيوني يحتاج لشخصية معينة تختزل بداخلها تنوع للفنان والمثقف والمدقق في تفاصيل قد لا يراها أحد غير المخرج.
بالنسبة للمخرج حسام حمود كيف يصف نفسه في لحظة إخراج أي عمل ؟

المخرج هو قائد العمل والحكيم في نفس الوقت و هناك كثيرون ممن يستسهلون مهنة الإخراج ولكن الإخراج هو كل شيء في العمل هو رؤيا و تبني فكري  ويحتاج المخرج أن يكون مثقفاً و مطلعاً وواعياً لما يقدمه من فكر..
لذلك أجد نفسي كباحث وناقد و محلل وقائد فني للعمل في كل الأصعدة الفنية من السيناريو والممثل و انتهاء بكل صغيرة  وكبيرة في العمل الدرامي .

تجربة التمثيل ليست كما يراها البعض سهلة صف لنا تجربتك الأولى ؟

منذ كنت طفلاً و أنا أبحث عن نفسي بين جنبات التمثيل صقلت نفسي بالدراسة و العلم والعمل كممثل مسرحي مع كبار المخرجين وحققت الجوائز العديدة في المهرجانات المسرحية وتجربتي الأولى كانت مسابقة في التمثيل على مستوى مدارس سورية حققت من خلالها المركز الأول ..
ولكن التمثيل ليس بالأمر السهل ابداً وإنما يحتاج إلى الكثير من التدريب و الخبرة والعمل من أجل صقل موهبة الممثل .

وقدمت خلال مسيرتي كممثل أكثر من 40 عمل مسرحي و 25 مسلسل وفيلم سينمائي إلى أن أصبحت مدرباً محترفاً للتمثيل و الإخراج في أكثر من دولة كسورية ولبنان و السودان وكذلك مصر ولله الحمد .

أول عمل قمت به تمثيل واخراج ، وكيف قررت بعده تكملة المشوار ؟

أول عمل مسرحي قمت فيه كان اسمه (من أين نبدأ) عندما كنت في أول ثانوي وحققت فيه جائزة أفضل ممثل وأول عمل لي كإخراج اسمه (مصرع كاتب ) ، وأيضاً حقق النجاح مما شجعني أن أبحث أكثر و أطىر أدواتي وعمل تلو العمل في المسرح إلى أن حققت 25 عمل مسرحي كمخرج نلت عليها العديد من الجوائز كأفضل عرض و أفضل مخرج على مستوى سورية .
أما أول عمل لي كمخرج سينمائي و تلفزيوني كان عام 2009 اسمه (معارف و حكايا ) كان من بطولة النجوم بشار إسماعيل ورندة مرعشلي وعبير شمس الدين بالإضافة إلى هبة نور ووضاح حلوم ومحمد خاوندي .

أسست مهرجاناً سينمائياً وكنت مديره في سورية . كيف تصفه ؟

نعم .. لقد أسست هذا المهرجان في مدينة حلب و كان إهداء للمخرج الكبير العالمي ابن مدينة حلب مصطفى العقاد صاحب فلم الرسالة الشهير ، وكان مهرجاناً للشباب اسمه مهرجان الشباب للأفلام القصيرة
وكانت تجربة فريدة لأنه الأول في تاريخ حلب سينمائياً ، وضم 31 فيلم و 8 جوائز وأيضاً لاقى نجاحاً عربياً كبير تحدث عنه الإعلام العربي و العالمي .

هل حققت جوائز على مستوى المهرجانات السينمائية سابقاً ؟

أسست ما اسميته مشروع الدراما الغرائبية أي الحقائق الموجودة في مجتمعنا ولا تصدق بالتعاون مع الدكتور طالب عمران رائد أدب الخيال العلمي .
وحققت معه عشرة أفلام سينمائية ، كان أولها فيلم اسمه (الموت حباً) كان من بطولة النجوم سوزان نجم الدين وصباح الجزائري و حسام تحسين بيك وعامر علي وكذلك لينا دياب ومرام علي و مروان غريواتي .
وحقق هذا الفيلم الجائزة الذهبية كأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان بيروت الدولي للسينما .

أما الأفلام الثانية فلم يُكتب لنا انتاجها بسبب ظروف أزمة البلد ولله الحمد ، ولازال هذا المشروع قائماً يبحث عن منتج جيد.

تطرقت لقضية تهم فئة غالية على قلوبنا (ذوي الهمم) والذي يمتلكون مقدرات خاصة رغم ظروفهم الصحية حدثنا عن هذه التجربة؟ وما تقيمك لها ؟

ذوي الهمم هم أناس مثلنا بل في بعض الحالات يمتلكون قدرات مميزة ومركزة لايمتلكها الانسان الطبيعي أخذت على عاتقي أن أقدم لهم شيء ولاعتقادي بأن الفن السينمائي هو الأقدر و الأسرع على توصيل الفكرة والدراما كما نعرف لها القدرة على الدخول إلى أعماق النفس البشرية لذلك ولأن هذه الفئة تتعرض للأسف للفهم الخاطئ من المجتمع وحتى أهالي هذه الفئة كان لابد من انتاج هذا الفيلم ، من أجل التوعية و الاعتراف بقدراتهم.
وفي هذا الفيلم أوجه رسالة وأمل للمجتمع و لأهالي هذه الفئات فعندما نقدم الرعاية الكافية لهم و نعتبرهم أناس مثلنا و نتعاون معهم سيكونون فاعلين في المجتمع ومثمرين وأكبر دليل ما قدمته في فيلمي..
من تدريبي لشاب ( متلازمة داون ) فهو يحمل موهبة التمثيل وقدمها بجدارة وباعتراف لجنة تحكيم المهرجان أنه شاب محترف .
ويحمل الفيلم جرعة كبيرة من الأمل بهؤلاء البشر ويعطي دفعاً للأمام في اتجاه الطريق الصحيح اتجاههم .

فيلم (أبناء المستحيل ) كان تحدياً للظروف التي تعيشها سوريا وبامكانيات متواضعة لكنه فاز بأفضل فيلم بمهرجان HOPE International Film بستوكهولم – السويد ٢٠٢١/٩/١٢
لمن تهدي هذا النجاح ؟
إن مثل هذه الأفلام للأسف في مجتمعاتنا لا تحظى للتمويل الجيد بسبب أنها لا تحظى بتسويق للمحطات وتبقى رهينة التوعية فقط لذلك ورغم الإمكانيات المتواضعة جدًا إنتاجيا إلا إنه بالإيمان المطلق والنية الحسنة نحقق المعجزات وهذا هو رأيي..
وأُهدي هذا الفيلم إلى كل فرد في هذا المجتمع يعي ما أقوله و ما أقدمه .

حمل الفيلم رسالة سامية كان هدفها أن توعي شريحة من المجتمع
من وجهة نظرك ككاتب للسيناريو ومخرج هل وصلت هذه الرسالة
وما ردة افعال المشاهدين للفيلم ؟

نعم وصلت الرسالة ولله الحمد ..
لأني بأسلوب السيناريو اعتمدت السهل الممتنع أي البساطة في الطرح مع عمق الفكرة وقيمتها الكبيرة ، و تأثيرها بشكل مباشر على الناس بالإضافة إلى الأسلوب الاخراجي الذي يعتمد على المشهدية البصرية البعيد عن الحوار مما أعطى الفيلم أبعاد كبيرة في التأثير على حد قول النقاد و لجنة التحكيم .
وكانت ردة فعل الجمهور مباشرة بالتصفيق الحار وشكر كاست العمل على ما قدموه واثنوا على التجربة و اقرو بأن هذه التجربة لابد أن تصل للجميع .

حلم يراودك بعد نجاح الفيلم ومنافسته لافلام عالمية بمهرجان دولي 

الفيلم السينمائي ليس فقط للمهرجانات بل الحالة المثلى له أن يصل لأكبر عدد من الجمهور ..
وحلمي الحقيقي في هذا الفيلم أن يصل لأكبر عدد من الناس لتوعيتهم وعرضه في دور السينما العربية عندها تصل رسالتي وأكون هنا قد أنجزت ما حلمت به من خلال هذا الفيلم .

الفن بكل جوانبه من تمثيل واخراج ومسرح و…الخ هل من الممكن أن يحقق وحدة فنية عربية ؟

من الطبيعي جداً أن يحقق وحدة فنية عربية لأننا كلنا كعرب نحمل نفس العادات و التقاليد ونفس المعتقدات والبيئة العربية الجميلة ونفس اللغة لذلك لابد من أن يكون دائما تعاون بين الفنانين العرب لتبادل الخبرات مما يؤدي ذلك بالنفع على المجتمع ، ومرآة حضارة أي شعب هو الفن السامي و الهادف

.

سوريا تمتلك ثروة من الفنانين والمخرجين وكذلك من الأماكن المتهيئة مناخياً لتصوير أفلام ومسلسلات متنوعة ..
في خضم الظروف الراهنة ماهي الخطوة المنقذة لها من الخفوت في تقديم الجديد بعالم الفن؟

سورية قدمت الكثير من الدراما المتميزة والتي شملت كل أنحاء الوطن العربي على كافة الأصعدة الدرامية ولكن بسبب الازمة التي تمر بها أدت الى تراجع الإنتاج الدرامي وهذا شيء طبيعي ويحدث عند أي شعب مر في هذه الازمات ..
والطريق الوحيد هو انفتاح الإنتاج مرة أخرى بعد زوال الازمة لتدور عجلة الإنتاج وأنا باعتقادي أن العجلة بدأت تدور من جديد من ناحية الدراما التلفزيونية ودوام الحال من المحال .

 

تجربة الإخراج في المجال الكوميدي والتي خضتها في مسلسل (زواويل) بالسودان حدثنا عن هذه التجربة ؟ وماذا اضافت لك ؟

بالنسبة لمسلسل زواويل حدث أن تعاقدت مع قناة سودانية 24 في السودان كمشرف أوجه العرض و خبير منذ تأسيس القناة وأيضاً كمساعد مدير عام في قناة البشرى ولكن جاءت تجربة مسلسل زواويل الذي لاقى نجحاً باهراً آنذاك وحقق نسبة مشاهدة عالية في السودان بالإضافة إلى تكريمي عليه ..
هذه التجربة كانت مستمدة من الواقع عبر ثلاثين حلقة كل حلقة تحكي نقد لواقع ملموس من المجتمع السوداني و العربي وكان أيضاً من اعدادي ورؤيتي و تأليف سحرابراهيم و مدثر احمد ولأول مرة مشاركة معظم نجوم الكوميديا في السودان بالإضافة الى 10 شباب من الجيل الجديد لأن بطبعي احب أن اقدم جيل الشباب للصدارة و اغامر بهم ..
إن هذه التجربة اضافت لي الكثيير فنياً و إنسانياً وبالأخص إني تصديت لمسلسل سوداني بعيد عن المجتمع السوري و لكن كان قريب جداً من كل المجتمعات العربية ..
وحقق نجاحا ًمتميزاً على حد قول الصحفيين المغتربين السودانيين والإعلام السوداني واستطلاعات الرأي ونسبة المشاهدات على النت .

ربما أنت من المخرجين القلائل الذين قادتهم موهبتهم دون دراسة لتخصص الإخراج للولوج في قضايا عديدة ترجمتها واقعاً ومن اهمها قضية الطفل والتي حذرت من استغلال مسرح الطفل بطريقة خاطئة ؟
ما تعليقك ؟

إن مسرح الطفل هو اهم مسرح برأيي من أي مسارح أخرى لأنه يُؤسس جيل كامل من خلال القيم التربوية و الأخلاقية و الإنسانية وعلى الجهات العامة وبالأخص العربية الإهتمام به كثيراً لأنه يمهد الطريق لجيل واعي ومدروس بعيداً عن ترهات النت و ما تعرضه الفضائيات الغير مسؤولة من تشويه لطفلنا العربي ..
وكانت تجربتي واسعة جداً في هذا المجال حيث قدمت واسست ما اسميته المسرح المنهجي في سورية عبر عدة تجارب مسرحية اثنى عليها الجمهور و حصلت على الكثير من الجوائز على مستوى سورية بالإضافة الى تعميم هذه التجربة على مجمل المحافظات من قبل وزارة التربية ..
جاء ذلك من خلال تطوير هذا النوع من المسرح الذي يلامس الطفل واليافع من الناحية التربوية و العلمية بشكل يختلف تماما عما هو مقدم لمسرح الطفل .

 

الحروب التي طالت بعض الدول العربية هل من الممكن استخراج اعمال فنية ذات مغزى يدعو للسلام خاصة للاجيال القادمة؟

المفترض كذلك .. ولكن للأسف حالة انتاج المسلسلات العربية عامة تأتي حسب السوق و ما يطلب ..أي بمعنى حسب الرائج وباب الحارة اكبر مثال عبر انتاج 11 جزء لحد الان ونفس الحكاية و الشخصيات وانتشار دراما الاكشن أيضا ودراما العنف و الرعب ..اين نحن من ذلك .. الدراما ليس فقط استعراض للترفيه والحكاية فقط ولكن عرض واقع الحياة المعاشة ومشاكلها و التطرق للحلول و الأهداف .. الا تلاحظين معي تكرار الحكايات مع دخول تقنيات التصوير الحديث و الأساليب الاخراجية المتعددة الغير مفهومة في بعض الاعمال التي تكلف ملايين الدولارات .ان هم المنتج الوحيد هو تسويق العمل وبيعه لاكثر من محطة لتحقيق الربح ولا يهمه ابدا ان نجح او فشل جماهيريا او ماذا قدم او طور..لانها وبكل بساطة دراما تحت الطلب و ليس دراما المشروع المتجدد .

مالذي ينقص بشكل عام المشاهد العربي من مشاهدته خلال الفترة القادمة ؟

ينقصه مشاهدة ومناقشة واقعه بالشكل الأمثل و الصريح البعيد عن الاسفاف و التهريج و المبالغة في الطرح وتقليد الغرب و المسلسلات التركية بما أتت من مواضيع ..اسأل الكثير من الشباب ماذا تتابع من الدراما العربية عامة فتأتي الإجابة من الأغلبية انهم لا يتابعون الدراما العربية بالمطلق ولكن الأجنبية كونها هي الاصدق من ناحية الطرح ومتجددة في مواضيعها بالرغم من بعدها كل البعد عن هويتنا وواقعنا ..هنالك بعض الاعمال العربية الناجحة ولكن أصبحت قلة قليلة بسبب التقليد الاعمى الذي وصلنا اليه مما أدى الى نفور المشاهد العربي وعدم متابعته للدراما العربية ويتأثر بها ..مثل أيام زمان عندما كانت المسلسلات تطرح قضايا مهمة وواقعية ودليل على كلامي اننا لازلنا نذكرها في جلساتنا ومناقشاتنا ونتذكر كل صغيرة وكبيرة فيها . نحتاج دائما الى البحث عما هو جديد ليس للترفيه و التسلية فقط وانما للرسالة التي اخذناها على عاتقنا نحن الفنانين ..

كمية الدراما في الاعمال الفنية والتي يحرص معظم المخرجين بثها في رمضان المبارك أليس لها تاثير سلبي على المشاهد ونفسيته التي تاخذ الجانب الدرامي المبالغ فيه أو تصور احداث لظلم البشر لبعضهم ؟
أقول دائما أن الدراما هي أخطر أنواع الإعلام في العالم بسبب أنها تدخل كل بيت و إلى الصغير قبل الكبير و تستهدف بشكل خاص جيل الشباب لذلك هي القوة الناعمة وكثرة الإنتاج الغير مسؤول و الغير واعي بنتج عنه العامل السلبي الذي بدوره ينعكس على المجتمع بكل اشكاله وخاصة عندما نتبنى فكر المجرم على انه ظلمته الحياة وتبريرات واهية لا مجال لها الا التقليد فقط في بعض الاعمال أو تبني أفكار غربية لاتمت الينا وهويتنا بصلة ونتبناها ..

و هنا تكمن المصيبة .!!

بعد كورونا هل سيتغير مسار الإخراج الفني ويتحول لقضايا معينة تبحث في مستجدات حياة الانسان والمخاطر التي تحاصره ؟

علينا في الفترة القادمة العمل على زرع الاخلاق و القيم والعودة الى مستوى الجمال الخلقي بشكل غير مباشر بدون الابتعاد عن واقعية المجتمع وطرح القضايا العامة التي تنمي فينا حب الحياة والتصدي للمشاكل العامة عبر الدراما.

العمل مع الفنانيين الكبار والمتمرسين لا يحتاج جهد مثل الفنانيين المبتدئين
لكن ارتفاع اسعار اجورهم جعل تواجداهم مستحيل هل تاثرت الاعمال الفنية بغيابهم؟

عندما يكون العمل الدرامي سواء كان مسلسل او فيلم متماسكاً ويطرح الشيء المميز من خلال السيناريو و الإخراج وأداء الممثلين فان العمل سينجح حتما بدون نجوم ..اما حالة النجوم عموما هي حالة تسويقية بحتة ..الاستعانة بنجم الشباك ..وإن كان كذلك لما كانت مسرحية مدرسة المشاغبين المصرية آنذاك لم يكن ابطال هذه المسرحية من نجوم الصف الأول ومع ذلك لازالت فضائيات عربية تعرضها حتى الآن ومازالت متابعة حتى من الجيل الجديد .. العمل الجيد يفرض نفسه على الجمهور ولكن وجود النجم يساعد المنتج على التسويق المسبق للعمل .

لمن يوجه الممثل والمخرج القدير حسام حمود كلمته في نهاية الحوار ؟

أوجه كلمتي الأخيرة إلى عالم الفن العربي ..علينا ان نكون اكثر جمالاً وفناً و نعي أن وراءنا أجيال في رقابنا ..تنهل مما نقدمه …علينا جميعا أن نتحمل مسؤولية هذا الجيل .

 

  

 

 

 


فكرة بخصوص “مخرج فيلم (أبناء المستحيل) حلمي الحقيقي في هذا الفيلم أن يصل لأكبر عدد من الناس

  1. أحبائي
    أبنائي وبناتي
    ابنتي الدكتورة المبدعة المتألقة الطيبة النقية
    هذا الإنسان المبدع يعمل وفي داخله هدف وقضية
    واهتمامه بالطفل وما يقدم إليه يدل على نظرته الإبداعية
    الأطفال يجب أن تهتم المجتمعات ببنائهم لضمان مستقبل أفضل للبشرية
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
    جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منطقة الاعضاء

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 جميع الحقوق محفوظة صحيفة شبكة الاعلام السعودي تصميم و استضافةمؤسسة الإبداع الرقمي

This site is protected by wp-copyrightpro.com