أجمل ما في اللغة العربية هو الضياع بين المعاني
18 ديسمبر 2019
0
78507

 

لم أكتب قصائد غزل و لست بشاعرة و لكن لربما يأتي يوما اتغزل به باللغة الأقرب إلى قلبي كما تغزل الشعراء بأجمل المدن و العواصم العربية حيث الشعوب التي تناقلت و توارثت أكرم لغة عند اللّٰه تعالى إلا و هي لغة القرآن الكريم. يحتفل العالم اليوم بيوم اللغة العربية و السؤال الذي يطرح نفسه هل هو احتفال بجمال اللغة وعمقها؟ ام هواستمرار التذكير بصون اللغة العربية خوفا من اندثارها بعد ان اصبح العربي يجيد لغات اخرى و يتبجح بالخلط بينها و بين اللغات التي دخلت جديدا على لسانه. لا بد ان نجتهد في اتقان لغات العالم المختلفة لتمكننا من الانفتاح على ثقافات و ابتكارات العالم الاخرولا سيما في عصر العولمة و لكن لا ننسنى ان الحفاظ على لغتنا هو الوسيلة الوحيدة لكي نبني جسور التعايش بين الشعوب العربية اوحادية اللغة و العالم الغربي. ما يزيدنا اصرارا على الحفاظ على نعمة لغتنا هو استماتت بعض شعوب الغرب لتعلم اللغة العربية منهم من يود ان يعرف مكنونات القران الكريم بلغته الاصلية دون تحريف او تفسيرلاعتبارات كثيرة و منهم الاخريتحدى نفسه لتعلم لغة من اصعب اللغات في العالم و الدليل هو سعادتهم ان اتقنوا كلمة واحدة نجدهم يرددوها بفرح و كأنهم يعطونا اشارات ايجابية بجمالية النطق و التغلب على صعوبة اللفظ. اما بالنسبة لي انا اعشق اللغة العربية نعم و اشعر بالفخرو التحدي بأنتقاء كلماتي عند دعوتي لالقاء خطاب او محاضرة خلال مؤتمرات دولية ام مناسبات عامة في العالم العربي (رغم اني المغتربة في الولايات المتحدة الاميركية لاكثر من تمانية و ثلاثين عام) كيف لا و هي لغة البلاغة الاغنى بالاشتقاقات و المرادفات. القي كلماتي باللغة العربية لانه يعزعلي ان ارى اي من الحاضرين يستعمل سماعات الترجمة وخاصة خلال القائي كلمة على ارض عربية..واما خلال المناسبات العربية و الوطنية منها في اي بلد اجنبي يكون الدافع اولا اصراري على ان يحافظ المغترب العربي على لغته الام و ثانيا لكي يشعرو يفهم كلماتي كل قادم جديد و مهاجر الى ارض الاغتراب. نعم نتقن لغات اخرى و لكن الشعور الذي يعترينا نحن عشاق اللغة العربية عند قراءة قصيدة ام رواية له جمالية فريدة. غريبة لغتنا العربية حين تأخذنا الى عالم نتيه فيه بحثا عن المعاني المقصودة في حكمة كتبها احد حكماء العرب ام الى الضياع في كتب الفلسفة الذي ابدع فلاسفتنا بخطها. لا اعلم ان كنا نحتاج الى عصر نهضة جديد ام لحركات تنويرية ثقافية عربية كما حصل في السابق!! بل ما علينا فعله هو تنشيط حركة تأليف و طباعة و ترجمة الكتب و تشجيع باحثينا بنشر بحوثهم باللغة العربية و بعدها ترجمتها للغات الأخرى. علينا ابتكار الاساليب التي نحافظ بها على لغتنا لغة الضاد ليزداد بريقها ليس ليوم بل لكل يوم باستعمالها في مدارسنا و جامعاتنا لتبدع اجيالنا و تمتلئ مكتباتنا بمؤلفات جديدة تتفوق على ما كتب من قبل.

وان كنا لنشعر بالمسؤولية لغتنا هي أمانة للحفاظ على اصولنا وجذورنا و انتمائنا.


*د. نادرة عواد ناصيف*
(رئيس وزراء مملكة الجبل الأصفر)


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com