أخبرت الله ‬| ‫منى الزايدي ‬
19 فبراير 2021
0
55539

‫جانبتْ الطفولة عن دربه وباعدتْ الظروف والأقدار بينه وبين لعبته وبهجة طفولته، شُرد ويُتم وبات بلا مأوى وبلاطعام وبلا معطف يقيه ذلك البرد القارس ورغم كمية ظلام الدنيا في عينه وسوادها في قلبه إلا أن دمعته أوتْ إلى ملجأ أمان وأمين وصوته لن يُرد لأنه رٌفع إلى رب كريم .. ‬

‫طفل صغير نعم ولكنه حلق بهمسه إلى الله وبكل براءة الأطفال خرجتْ تلك الكلمة ” أخبرتُ الله !” من قلبه وروحه وبهمس طفولته وبعيناه الدامعتان.. ‬

‫ما أجملها من كلمة وأصدقها من حروف ومشاعر ” أخبر الله” وكان في حمايته وفي كنفه وفي جواره .. ‬

‫أدهشني مقاله وحديثه رغم صغر سنه وأبكاني ألماً حاله وكسر طفولته وتقييد بهجة براءته.. ‬

‫حينها جال تفكيري في تلك البشرية المفعمة بالراحة والمتوسدة الرخاء والمتوشحة الأمن والأمان ، وغيرها يئن وجع الألم والغربة ووجع الفراق ولكنه لم يعجز ولم يكسل ولم يتخاذل عن الركون إلى حصن الله الأمين ، ورغم شدة ألمه ونزف جروحه لم يخبر البشر ولكنه ” أخبر الله ” لأن كل الرجاء والأمان والأمن في رحابه فقط.  ‬

‫فكم منا بمجرد تعثره في أمر ما أو قدر ما نزل بساحة حياته يُسارع ليجد الحلول عند البشر وليبلغهم حديث القدر ويبحث لديهم عن الأمان ، ونسي أن أولئك البشر أمرهم بيد ” رب البشر” فهل أخبرنا الله ؟؟ ‬

‫لا بد من وقفات مع أنفسنا حتى نعيد ترميم مافيها من خلل وأختلال .. ‬

‫ماكان من حرفي إلا بيانٌ يُتلى وشعور يُرتل وهمس يُعبر وعظة تُكتب ، فهل تعلمنا أن نحكي ونخبر ” الله ” من فضلكم ؟

منى الزايدي – كاتبه سعودية


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com