مشاهد تكثُر بصخبّ إعلامي لـ انفُسٌ تتضجرّ ، وارواحٌ تعترض ، لـ أجساد اُسرت رغم أنفٌ هي له كارها…لترسُم صورة ذهـنية اشرعت نوافدها في اللأواعي دون إدراك، ليكون الرفض الواعي بإحساس الضيق والملل .يُـترجمه سلوكٌ المُستهتر الرافض.
وإني لـ أتسأل ….
لماذا لايكون هُناك تفكّر في الأزمات …؟!
لما ذلك التضجُر والإعتراض النفسي كٌله..؟!!
اولا يكون من النقمة نعمة بحكمة إلهيةً لاتُدرك ..؟!!!
أولا يُخـلق الإبداع والإنجاز من رحمّ المُعـانـاة والألم ..؟!
أوليس من الأولى التفكر في كيفيــة التعامُل مع تلك الأزمة لتفادي او الحدّ من آثـارها بقدر الإمكان..؟!!
لمـاذا لايكون ذلك التعامل بتلك الروح الإيجابية مع الحجر المنزلي كان ام مع العزل الصحي ..؟!!
لاانكر .. مانحنُ من مصاب جللّ وما تمُر به الأمة بل والعالم بأسره من عاصفة بوباء( كورونـا) عصفت بجذورالنفس قبل الجسد .عافصة لاتُبقي ولاتذّر ..عاصفة فرضت قيودها على الحياة بأكملها فجاءةً لتُفاجئنـا بتغيرات مُتسارعة في نمط حياتنّـا المُعتاد عليـها سواء في أعمالُنّـا ، في مدارسنّا ، جامعاتنّـا ،في كل شىء وكُل مكان لتضيق علينّا وتُحجم تحرُكاتنّـا .هذا عدا تلك الأحداث الدامية والتي تتوارد على مسامعنّـا كُل حينٌ لينتـاب النفس غباب الخوف والقلق والتوتر لتُقلبنّـا بأحداتـها المُتصاعدة على جمرّ الترقُب بحدث يُنتظر .
ولكنّ أمام ذلك كله لابُد وان نتسلح برداء الإيمان وحٌسن الظن بالله بالرضـا بالقضـاء والقدر..بيقين ووعيٌ تام إنها مشيئة الله وقدرتة..لبلاء لعله يُفيقنّـا من سبات الغفلة( كُنّا بها مذنبون) فإن كان الرضا كان شهد التراضي الرباني بالقبول ..فإن وجّد التقبل وجدت الروح الإيجابيــة والتفاؤل.. بأنفاس الإيمان . فتجبُ ما وقع عليها من أثر.
وكذلك لوأدركنّـا ما للصحة العقليــة والنفسية من أهمية بأثارها السلبيـة البالغـة والتي قد ينتج عنها وعلى المدى البعيد لندخل في إضطراب مابعد الصدمة Post-traumatic stress disorder))
وماللكيفية والتي نٌفسـر بها تلك الأحداث من أثر اكبر من الحدث نفسة . وأن الجسد يُستجيب لتلك الكيفية اين كانت .
فإن كان ذلك الإدراك كان الإهتمام والأنتبـاة لكُل مايغزو أفكارنـا . وبالتالي يكون على أساس ذلك الوعي التام ، وتلك المعرفة ،..قدرة على التعامل مع الحجر المنزلي كان ام العزل الصحي..
إذاً لابُد وان يكون هُناك فكرّ يُفكر في كيفية مواجهـة تلك الأزمة والمحنّة وان نجعلها منحة بأساليب وإستراتيجيات إيجابيــة مقدامـة تُمكننّـا من القُدرة على التكيُف وبتنـــاغُم مع الحياة بمستـجداتــها المُتصاعدة . وذلك بوضع خطـة إجرائيـة والتخطيط لها ( ولتعلم أنك انتَ وحدك منّ سيُصنع من المحنة..منحة ويُحل رباط القيد والعكس ) ببرامج تستثمر ذلك الوقت بإيجاد البدائل وتجديد مالم تسعفنّـا الحياة على القيام به .ولـ نعتبرها كفُرصة نُـعيد فيها ترتيب حياتنّـــا بأكملها، حياة انهكها ذلك الإربــاك بتسونامي التكنولوجي والفكري والذي بالكاد يُفقدنا ذواتنّـا قبل واجباتنّا ليكون ذلك الوباء بمثابة سدّ اوقف ذلك التسارع ..لتكون وقفة تأُمل لـ عمل (فسبحانهُ من اصمت العالم بأسره ليُسمع صرخااته
الأصمّ) سواء أكان ذلك على…..
● الصعيد الديني …
بالإختلاء الذاتي .. لذاتِ كم تأذت وتبعرث لتسحقها أقدام الغفلة الهوجاء ..فيكون لها حق التخصيص في وقت محدد لإنفُسنا وبمفردنا وتخليصها من السلبية بالإمتنان والتأمل، والإسترخاء وكذلك التفكُر في ..
– مُراجعتها مُتجسداً بسؤالاً يومٌ لاتزل القدم حتى عن أربع نُسـئل (عن عُمره فيما اُفناه،وجسده فيما اُبلاه، وعن علماً ماذا عُمل به ، وعن مالاً من اين اُخذ وفيما اُنفق ) وهل من الأربع تلك من شأن لوجود سحابة غضب الخالق ….؟!!!
-ولنعلم أن الله قد جعل لنّا ضمانين في الدنيا بعدم العذاب…
الأول وقد كان بوجود رسول الله ( وما كان الله ليُعذبهم وانتَ فيهم) وقد فقدناه بفقـد رسول الله ، أما الثاني وهو الذي لايزال وبه نتدثر (وما كان الله مُعذبهم وهم يستغفرون) وقد قيل عن سيدنـا عُمر ( لو نزلت صاعقة من السماء مااصابت مُستغفر ) فالله اكبر اين نحنُ من ذلك الإستغفار وهو الضامن الوحيد لنّـا أين ؟ .
فليكُن التدويرعلي وجه الرضا الرباني ..ليكُون التوازن الذاتي .
● وكذلك على الصعيد النفسي ..
والذي له أشد الأثر لحاضرٌ كان أم مُستقبل سيكون . فـ لوأدركنّـا حرّ سياط ذلك الوباء وما يعتري النفس من إضطرابات عده بـ إكتئاب(Depression) كان أم بـ قلق
وتوتُر مُتراقصـاً على أوتار النفس..لـيخفض وتيرة نشاط إفراز هــرمــوني الأدرنـــاليــن والكرتيزون فيــؤدي إنخفاضهما لنقص المناعة (وهما بالغي الأهمية في نقص اوزيادة المناعة) فيكون من الأكثر عُـــرضة لإصابتــــة بالوباء( وخاصة تلك الشخصية القلقة بطبيعتها) .
لكانت تلك الوقاية بإتباع التدابير والإحترازات المنصوص عليها ، والبعُد عن الإستنزاف النفسي والعاطفي بالحدّ من مُشاهدة الأخباروالتي تؤثر سلبيـاً على الفكر مولدة لدينا طاقة من الخوف والقلق..فكُلما سمحنّا لها بالمزيد في حياتنّا اصبحت طاقة مؤذية للفكروبالتالي للجسد مّسببـة إضطراب بإعتلال والآم في الجسد بنفسية مضطربة (بإضطراب سيكوسوماتي “Psychosomstic ”
ولذلك كان لزاماَ الإهتمام بصحتنا العقلية والنفسية .
● اما على الصعيد الأجتماعي ..
فكما ّذكرنـا من قبل ان نُضع تخطيط إجرائي بتلك الأستراتيجيات ببرامج وأفكار تحلّ رباط النفس والجسد بإستثمــار الوقت ليُـعيد ترتيب وترميم الحياة الأُسرية..ولملمـة أوراق تبعثرت في زحام الحياة . بحواراُسري يتمحور حول كيفية قضاء تلك الفترة تلك البرامج في فترة الحجر لتحويلها لفترة إيجابية مناسبة والتمتُع بأجواء التجمُع والأحتواء الأسري بتقارُب كاد ان يُفقد . وفرصة لإعادة اكتشاف النفس بتطويرالمهارات والمعارف بنشاطات لم تسعفنّا الحياة لتحقيقها (هذا من جانب) .
اما الجانب الأخر وهو الأهم (وفيه اُخاطب الأزواج ) بأن يكون التعامل مع بعضنّـا البعض بذلك الذكاء الانفعالي والاجتماعي و نعي انها فترة غير مُعتاد عليها لجميع الأطراف حيث ان ستظهر تلك المُشاحنات والأنفعالات لصعوبة تقبل الوضع المُفاجىء فيجب ان يكون التعامُل هُنّا بحكمة وتعقُل مع الزوج كونه غير مُعتاد من جهة وسيكولوجتة كرجل بعمل تهيئة الأجواء المُناسبة له وكذلك مع الأطفال والمُراهقين خاصة .
ولنقف جمعيـاً وقفــة تأمُـل ولنسـئل أنفُسنّــا…..
يانفسٌ ماذا فعلتِ ؟! وأي ذنبٌ ذلك والذي أقترفتيــــهِ ؟! أي ذنبٌ هذا والذي اشعل قناديل نارغضب الخالق ..؟! اي ذنبٌ ذلك والذي به نزل البلاء …؟!! بلاء اسر العالم بأكمله …
الله أكبر، الله أكبر مما نخاف ونحذر..؛ الله أكبر بعدد ذنوبنّـا حتى تُغفر نسئلك آللهُم ان لاتكلنّـا الى أنفُسنـا طرفة عين فأن وكلنّـا فقد وكلتّـا لضعف ، وعجز ، وخطيئة ، وذنب به نحنُ عاجزون ..وارفع عنّا بلاء لاغيرك رافعة .
آللهُم واكشف الغمة عن هذه الأمة ياااذي الفضلِ والمنّـه .
بقلم : الاخصائية النفسية كريمة الداعور
This site is protected by wp-copyrightpro.com