أسامح … لكن لا أنسى | د. وفاء ابوهادي
18 أغسطس 2021
39
66726

 

تمر علينا مواقف وأحداث يكون لها علامتها في مسيرة حياتنا ، منها ما يكون أثره بالغ العمق ومنها ما يتكفل الزمن بمحو أثره
وبالطبع التي تترك أثرها ويكون صداها وجعاً دائم ستظل في كل تفاصيل النبض الذي ينبضه قلبنا ، ولذلك فالسماح لمن كان سبباً فيها ليس بالسهل علينا
نعم فالسماح ليس قدرة دائمة وليست عادة نستطيع أن نزاولها في كل وقت فذاك الجرح بداخلنا ليس بمجرد وضع تلك اللاصقة الخاصة بالجروح لن ينزف ولن يوجعنا !

وقد نحاول أن نسامح ليس من أجلهم لكن من أجل هدوء تلك الفوضى التي أحدثوها بداخلنا .

نسامح نعم … لكن لا ننسى ولا نعود للتعامل معهم مرة أخرى ، وذكرياتهم بالتأكيد سنحاول أن نمحوها من دهاليز عقولنا فلن نقبل تلك الظلمة مع كل وقت تمر أحداث تلك الذكريات .

نتعافى من مواقفهم ونقف ولكن لا ننسى لهم تعثرنا وحسرتنا على أوقاتٍ اغتصبناها من الزمن وكان ثمنها عمراً لا يتكرر ولا يُعوض ..
نجتاز أماكن جمعتنا بهم ونحاول أن نغمض أعيننا حتى لا نرى أنفسنا وهي حالمة عندما كانت بصحبتهم وكانوا هم بصحبة شيطانهم
، ونوايانا كانت خيراً ولقاء محبة ونواياهم كانت وجعاً وتشتت في أماكن أخرى يسكنون فيها أشخاص يشبهونهم .

كل تلك التناقضات تنتهي بنا في مسار واحد هو أنه من الصعب نسيان مواجع وجروح لأشخاص كان لهم بحياتنا مسمى أشبه ما يكونوا هم الحياة .

سنسامحهم من أجل أنفسنا وهدوء أرواحنا كما أسلفت ، لكننا لا ننسى أبداً تلك التشوهات التي احدثوها بداخل عالمنا النقي ، ومحال أن نعود لدرب يجمعنا معهم مهما كانت الظروف فالعفو عند المقدرة ، ومقدرتنا أن ننساهم ونمحوا كل تفاصيل تخصهم .
لكن هذه المقدرة هي أن نعفو عن أنفسنا من ذاك التشتت والوجع المستمر إن سمحنا أن يظل لهم بداخلنا ذكرٌ ولو بالخطأ.

د. وفاء ابوهادي
مستشارة إعلامية وكاتبة
مدرب معتمد


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com