أصابع الإتهام | د. رويدة ادريس
25 فبراير 2018
0
95139

كلمات استوقفتني اراها تتكرر مع كل برودكاست لتصرف خاطيء نجد اصابع الاتهام تشير لكون الشخص لا ينتمي للدين الاسلامي و كأن الرجل الذي رمي السيجارة في الطريق في بلد غربية و حكم عليه بغرامة او ان ينظف الشارع هي ما لفت نظري و احببت ان اشارككم خاطرتي
و كان هناك من سارع بالتعليق و تبعه الكثير مؤيدين ( لو التزم بتعاليم الاسلام لن يفعل ذلك مطلقا )أولا النظافة من الإيمان ولن اتحدث عن مدى صحة الحديث لان هذا ليس من تخصصي ولكن ذكرت احاديث اخرى تحدثت عن النظافة التي لا نراها في شوارعنا ولا نربي عليها ابنائنا ايماناً بمبدئها ولكن خوفا من الغرامة في بلاد غير المسلمين ولكن هم مؤمنين و من هنا تذكرت مقولة
المسلمين أن كثيرا منهم أُعجب بما وصل إليه الغربيون من تطور وتقدم , جاءت على لسان الإمام محمد عبده رحمه الله حينما رأى الغرب وأُعجب به وقال كلمته المشهورة : ( رأيت الإسلام ولم أرى المسلمين ) وقال في بلاد العرب : ( رأيت المسلمين ولم أرى الإسلام )لم استغرب ابدا التزامهم بنظافة الطريق و أدابه فهم مؤمنين و الخلق الكريم صفة الرسل و الأنبياء عليهم السلام ولم يرسل الله عز وجل نبيا بغير الفضيلة و قال رسول الله صل الله عليه وسلم. (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
[ مسند البزار عن أبي هريرة
اي انه لم يضع اسس الأخلاق بل هو متمم لما بدئه الأنبياء و الرسل الذين سبقوه عليهم السلام و عليه افضل الصلاة و السلام. و من اركان الإيمان ان نؤمن بالرسل فكيف ننكر على من أمن بأي من الرسل التحلي بأخلاق نبيه.
لا اعرف ولا أفهم فحسن الخلق و التعامل يفتح القلوب لالهداية لدين الحق هكذا علمنا رسول الله الذي ادبه ربه فأحسن تأديبه. و في هذه الآية يأتي قوله تعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” (آل عمران، الآية 159)،
ولكن للاسف نحن لا نتبع ما أمرنا به الرسل و الأنبياء و نعيب على من تبعوهم و التزمو بمبادئهم انهم غير مسلمين و كأن اسلامنا يشفع لنا اخطائنا و نتذمر و لا نتغير. رسولنا عليه الصلاة و السلام قال عنه القاصي و الداني انه أفضل البشر وثق به وصدقه المشركين لأنه الصادق الأمين قبل أن يكون خاتم النبين احببناه ولم نراه ولكن هل تحلينا بخلقه التي كانت سبب لان يدخل في الاسلام الكثير من الناس.
هل ننتظر الغرامة ليعلمونا الغرب معنى النظافه للاسف خرجت لالمشي في الشارع مع زوجي و رأيت من يفتح العصير و يرمي الغطى في الشارع و الغريب ان ذلك حدث بجانب حاوية الزبالة في ارض الاسلام و المسلمين بدون رقيب او غرامه لا يسعني سوا ان اقول اللهم اشغلنا في اصلاح عيوبنا و اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك قولا و فعلا. انا لست بأفضل من أي منكم ولكن هي خاطرة اشارككم بها اذكر بها نفسي قبل أن أذكر بها غيري فلندع عنا التكفير و لنمعن بالتفكير.
بقلم: د. رويدة نهاد ادريس


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com