جرت العادة أن كل مجلس شورى أو مجلس برلمان لكل دولة رائدة في بداية كل عام يُفتَتح بخطاب تحفيزي لأعضاء المجلس يتضمن محاور العمل للسنة الجديدة، فكان خطاب الملك (سلمان بن عبدالعزيز) -حفظه الله- اليوم الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٩ بمثابة خطة تمهد مستقبلاً واعداً للمملكة متوازياً مع رؤية سمو ولي العهد (محمد بن سلمان) -أطال الله في عمره- و ترسم الآلية المناسبة للبدء بتجهيز خطط خمسية قادمة معنية بالبنية التحتية لهذه الدولة حفظها الله.
و من استمع جيداً لخطاب خادم الحرمين الشريفين يعلم تماماً بأن الخطاب قد تضمن عدة قرارات تمثلت في عدة محاور..
أولها المحور الإجتماعي حيث أكد جلالته بأننا مجتمع مسلم يجمعنا الاعتصام بحبل الله، والتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عقيدة، شرعاً و منهجاً. ولذلك فإن الجميع يدرك أهمية الوحدة الوطنية ونبذ كل أسباب الانقسام وشق الصف، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذه الوحدة، وأن نتصدى لكل دعوات الشر والفتنة أياً كان مصدر هذه الدعوات ووسائل نشرها، وعلى وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في هذا الجانب.
يليها المحور الإقتصادي و قطاع الأعمال، أهم المحاور المعنية بالخطط التنموية في كافة الأصعدة.. منها الصناعية حيث تطرق جلالته لسوق النفط و استقراره، مسحاً شاملاً للشركات الرائدة التي أتت سابك فيها على رأس القائمة بتعميدها لإستثمار ٩٠% من موارد الإقتصاد. وفي إطار رفع كفاءة أداء الأجهزة الحكومية وموظفيها تم إطلاق برنامج لتنمية الموارد البشرية، وأنشأت الحكومة مؤخراً هيئة توليد الوظائف لدعم التنسيق بين جميع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بسوق العمل، وتعزيز المشاركة بينها، والعمل على تنمية القطاعات المولدة للوظائف واستثمار الميزة، و لا يغيب عن الذكر قطاع المواصلات و النقل العام الذي تجلت فيه الجهود بعد إنشاء قطار الحرمين.
أما قطاع التعليم و الصحة، فقد أكد جلالته على أن المملكة حريصة على العناية بصحة و سلامة كل فرد و تقديم الخدمات الصحية اللازمة على أحسن وجه، و أنها ستقوم بعمل اللازم لإستقطاب المهارات العلمية و رفع ميزانية الإبتعاث الخارجي لتشمل عدة مجالات تسد فجوة احتياج المملكة لها.
و فيما يختص بمضمون خطاب الملك حفظه الله أتت الرسالة واضحة صريحة لدول الجوار بأننا دولة ماضية في طريقها ولن تسمح لكائنٍ من كان بالعبث بأمننا و استقرارنا.. و أتى ذلك ضمن تصريحاته عن الهجمات الإرهابية التي تصدت لها المملكة مؤخراً، حرب اليمن مع الحوثيين لإستعادة حكمها الشرعي، القضية الفلسطينية و ما تقوم به اسرائيل من تعدي على حقوق الإنسان و موقفنا الواضح ضد المشهد السياسي في سوريا.
واختتم المجلس مؤكداً بأننا دولة حريصة على الإرتقاء بأداء أجهزتها بما يلبي تطلعات وآمال مواطنيها في المجالات كافة، و هذا تجلى فيما يقوم به مجلس الشورى من أعمال وما يقدمه من آراء سديدة في الشأنين الداخلي والخارجي.
خطة مستقبلية و آلية عمل لسنين قادمة تحفظ الأمن على الأرض و الطمأنينة في المساء.. حفظ الله مليكنا و ولي عهده و حمى بلادي من كيد الكائدين و شر الفتن.
بقلم : غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com