د. وفاء ابوهادي – ش ا س
تصوير: فهد الطائفي
انزوت الحروف خجلى لعجزها عن وصف هذه القامة وتلعثمت الكلمات وهي تسردُ سيرةٌ عطرة لشخصية متفردة الأوصاف
فتسابقت القلوب لمحبته ومعانقة السماء بأدعيةً تترجم هذه المحبة بإخلاص ودوام الإخاء
في ليلةٍ لم تكن تفاصيلها عادية بل اجتازت حدود الزمن واخترقت أفئدة جمعت من المحبة والعرفان بالجميل لهذا الصرح التربوي والإنساني ما جعلت مشاعرها تنثر على شواطئ البحر الأحمر أحاسيس الفخر لمن جعلها ليلة تفوق ألف ليلة
اجتمعت القلوب قبل الأجساد ورُسمت الفرحةُ على العيون قبل الشفاة وهي تُهنيء وتبارك بخروج دررٍ ثمينة من رجل عجز الوصف أن يفيه حقه وأن يكون المديح حاضراً في وصف مناقبه
وبحضورٍ مهيب احتفل الجميع فرحةً بهذه الدرر وعرفاناً لهذا الجميل من أستاذ عظيم وتربوي قدير وقدوة يقتدى بها على كل الأصعدة
الدكتور جمعان الغامدي اسم إن ذُكر في دروب التعليم كان المعلم المتفاني وإن عطرت سيرته بالذكر في مجالس الأدب والإنسانية كان له المقام الأول في التفرد بكل الخصال الحميدة
تجارب وخبرات سنين جمعها بكل أمانة وحب ليهديها لكل ابن وابنة من جيل المستقبل ومن خلال كتابه المتفرد ( أي بني ) أن يحمي أبناء الغد من اخطاءٍ مضت ودهاليز مظلمة في دروب الحياة المستقبلية
هذا الكتاب الفريد الذي تزاحمت القلوب لتبارك خروجه ليكون نبراساً لنا ولأولادنا كان في مقدمة الحضور مدير عام فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ عبدالخالق الزهراني وسمو الأميرة دعاء بنت محمد أميرة الإنسانية والداعمة لكل فعالية بحضورها المميز
ونخبة من المشايخ ورجال الأعمال والفنانين والاعلاميين ووجهاء المجتمع
أقيم حفل تدشين كتاب ( أي بُني) في جمعية الثقافة والفنون البيت الذي يحتوي كل إبداع ويدعم كل عطاء فني واجتماعي وثقافي بقيادة مديرها الأستاذ محمد آل صبيح وفريق عمله المتميزين
لم يكن حفلاً اعتيادياً ولا حضوراً طبيعياً لقد كان ملحمةً ثقافية تربوية إنسانية وحضوراً فاق العدد الإعتبادي فقد كانت العيون والأسماع والأفئدة هي الحاضرة متفاعلة مع كل تفصيلة من تفاصيل تلك الملحمة منذ أن بدأ بآيات من الذكر الحكيم ثم تلاها كلمة احتوت حقيقة الدرر في هذا الحفل من الإعلامي القدير مهدي الزهراني
وكلمة لقائد جمعية الثقافة والفنون الأستاذ محمد آل صبيح اختصر فيها معاني الود والترحيب الأخوي
وكان لحضور الشعر في ليلةٍ أدبية تربوية وقع مختلف بقصيدة احتوت من الجمال ما زاد الليلة جمالاً لرئيس قسم الشعر بالجمعية الشاعر سعد سعود
وألتفت القلوب حول تلك السيرة العطرة التي سردت بعض تفاصيل فارس ليلتنا وخطواته المسجلة في سطور تاريخ شهد وسيظل يشهد له بالفخر والعرفان
ولم تكن تلك الشخصيات الكريمة التي تحدثت عنه وعن سيرته وعن كتابه وأثره في نفوسهم وسعادتهم لهذا الانتاج الثري بمستغرب فالدكتور جمعان لم يعرفه الناس كشخص وصديق عابر بل كانت أفعاله وأثره من جعله في أعماق أعماق القلوب
ومابين لقاء الفارس الأصيل ومحاورته أهدى الفنان سعد الحارثي معزوفة موسيقية أمتعت الحضور مع حروف كتاب تترنم فيه احاسيس تجارب سنين عُطرت بالكفاح والصبر
وكان لكلمة مدير فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ عبدالخالق الزهراني وقعاً كبير لما حملت من ثناء وتحفيز ودعم وهذا هو دربه في خدمته لوطنه ومجتمعه
وجاءت إجابات د. جمعان لأسئلة وجهت إليه لتزيد القلوب ألفة وتُعلق الأنظار لتعرف خفايا ذاك الكنز الذي يحتويه إصداره ..
لم ينسى د. جمعان كل من ساهم معه في إخراج هذه الملحمة فقام يتكريم الجميع وتقدم بالشكر للصغير والكبير ووضع كلماته التي حملت من السنين عصارتها ومن التجارب عمقها توقيعه على الكتاب لكل محبينه
( لا تخبر أحد بما تريده من الحياة الناس يعشقون إفساد الأشياء الجميلة …. توم كروز)
اخترت هذه التغريدة من كتاب د. جمعان الغامدي من كتابه ( أي بُني) وكم لهذه المقولة من بُعدٍ عميق ونصيحة ثمينة
لكن أستاذي القدير اسمح لنا أن نكسر هذه القاعدة
وأن نخبر العالم بأكملة عن هذا الشيء الذي زان حياتنا بوجوده وإثراء عقولنا بفكره وأننا نريد أن يصل هذا الكنز للعالم كله ويُترجم بلغات مختلفة ليصلح نفوساً ظلت
ويشفي قلوباً عُلت وتستقيم افكاراً اعوجت وتلتفت الأنظار لعقول عربية مسلمة بأنوار القرآن اهتدت ونثرت هداها في أرجاء العالم فعلمت وأنارت وكانت للتاريخ نبراساً وللأجيال القادمة سيرة عطرة يُقتدى بفكرها وبخبرات سنين وإن غاب الجسد فهذه الحروف باقية ما اضمحلت
سنخبرهم عنك وعن سيرتك وملحمتك وعطاءاتك الغير محدودة
د. جمعان الغامدي بعدد كل نبضة قلب حضرت حفلك البهيج وتوقيع عصارة السنين الثمينة شكراً على هذه الملحمة شكراً على هذا الصرح الذي قدسته بحروفك ليكون محراباً للقيم والإقتداء بكل ماهو قيم …
وزينته بأيام عمرك المعطائه..
This site is protected by wp-copyrightpro.com