في الآونة الأخيرة كثر القيل والقال والدخول في نية الناس وقذف الأعراض وكثرة أيضاً الغيبة والنميمة وذكر الناس بما لا يليق بهم وبما يسئ لهم، وكأن كل هذا أصبح من المسّلمات ومن الأمور التي لابد أن تحدث في مجالسنا.
أصبح من الطبيعي جداً أن أسبب لك الضرر والإساءة لأجل مصلحتي، من الطبيعي ان أشوه سمعتك لأجل ان تسقط من أعين الاخرين وأبقى انا الأفضل، ومن الجهل أن أعمم هذه الأفعال المسيئة ولكن هي موجودة لدى البعض ونراها.
وهذا كله ليس سوء في التربية أو أهمال من الوالدين هي صفات قد يكتسبها الشخص من الصحبة السيئة أو يكتسبها من البيئة والمجتمع، وقد لا يجد من ينصحه أو يذكره بخطورة هذا الفعل والقول.
كم أتمنى ان تشاع بيننا ثقافة ” أترك يدي” فقد تكون هي أفضل الحلول، فحين لا تجد بصديقك ما لا يليق بصداقتك ومعرفتك به اترك يده، وحين يتصرف أبن العم تصرفاً يخجلك أترك يده، وعندما تسمع من أخاك ما يسيء للأخرين اترك يده، أن كنت لا تمتلك الشجاعة للتغيير مما في صديقك أو مما في إبن عمك او أخاك دعهم بسلام.
فثقافة “أن لم يأتِ منك خير فلن تصيب الآخرين بضرر” أجمل من أن تكون الصديق الذي يذكر الآخرين بسوء في المجالس ومن أن تكون إبن العم الذي يخجل بصلة الرحم ومن أن تكون الأخ الذي يرى أخاه على خطأ ولا ينصحه.
فلا تستهين بِهتك العرض ولا تفرح بكشف ستر الآخرين ولا تصُد عن أخاك ولا تقطع صلة الرحم، فقط كون ذاك النسيم الذي إن لم يجرح خداً ترك ابتسامه خجولة، كن لطيفاً بالبقاء في قلوب الاخرين والطف عند الرحيل.
أترك اليد التي تشعر أنك ستؤذيها جاهد تلك النفس الأمارة بالسوء لا تسعى إلى إرضاها بفعل كل ما يكره وكل ما نهى عنه الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تجعل نفسك جسر لكل فعل يسيء لك.
وتذكر أن ما تفعله اليوم وتنطق به هو مستقبلك ومستقبل من حولك فأحسن صنع مستقبلك ومستقبل من حولك وتجنب ما تكره ان تراه فيمن تحب.
فرح اللحياني
@s_ro7i
This site is protected by wp-copyrightpro.com