كانت نظرة مرتبكة وحسرة تمسحها بكفك حين هطلت على وجهك الدماء تقيم احتفالها بملامحك الصغيرة المذعورة وأنت تحاول أن تجد سبيلاً للفرار من هذا الموت الذي يصافحك رأيته يحتضنك وألجمك الصمت ولكنه الموت الذي خنق كل تعابير فرحك حين أمسك بك رُبط حول عنقك كحبل مشنقة وأنت تطرده بيديك تمسح هطل أمطار الدماء تلك عن شحوبك وذبولك وليس هنالك مظلات تعينك على السلامة من حرب شعواء كهذه وتظل تزيح الأسى عن البراءة التي سلبوها حقها عن الطفولة التي طعنوها وأبادوها ليزرعوا شيخوخة في أرض الممات فقد طمسوا معالم الحياة فجعلوا الثمن لينتصروا أطفال أبرياء يقصون عليهم اليُتم يكسونهم به عوضاً عن ملابسهم التي كانت تغطي أجسامهم أجسامهم التي باتت هزلة نحيلة والعظام بارزة كأنهم خشب مسندة وتماثيل منحوتة يصلبهم الموت يخرسهم الغروب الذي يذوقونه كل ليلة بلاشروق يبصرون معه النور وكأنهم بمسرح يمثلون مسرحية أو على سينما يُعرضون كفلم سينمائي ليكونوا أبطال المرارة وأصدقاء القبور ومن يقف لنجدتهم من يقف!
عمران عذراً هل سحقوك الأعداء؟
كتبوك رواية مُرعبة عنوانها الدماء
والتقط العالم لك صوراً تشرح الفناء
لم تصرخ لم تستنجد هلكوك الجبناء
ظللت راجفاً تحاول عنك محو العناء
تلقي لمن حولك نظرة شجو واستياء
وتود أن تحكي بشاعة الموت للأحياء
أواه ياعمران ياغصة لاحت بالأرجاء
بقلم : شهد الغامدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com