ارهاب المبدعين
11 أكتوبر 2021
0
30987

 

د. سمر عبد العظيم

عندما يظهر صوت جاد برسالة تجمع الناس بدلا من أن تفرقهم، فتري حولك مجتمعات شتى تتفق فتنبذ الفرقة، تري الناس وقد استبدلوا التراشق المجتمعي السائد بمباراة بها مبارزة أدبية في وصف جمال ما يشدو به فانه يجب أن نقف لندرس الحالة الراهنة.
حين بزغ علينا أ د أسامة عبد الرؤوف الشاذلي بروايته “أوراق شمعون المصري” كأول عمل روائي منشور له، أحدث حالة من النشوة بين مجتمع القراء ليس فقط لأسلوبه الأدبي المتميز ولكن أيضا للرسالة التي جاء بها هذا العمل المتميز ، فقد خطت الرواية رسالة توحيد وترابط وقبول سبقه إليها كثيرون ولكن لم يسبقه كثيرون إلى هذا الاجماع حولها. فقد جمعت هذه الرواية قبولا من فئات كثيرة ومنهم فئة غزوها يعد خطرا علي كل أصحاب الفكر الراديكالي وهي فئة الشباب.
في ستمائة صفحة اًو يزيد، ارتحل د أسامة بالقراء في رحلة يعيشون فيها درسا في وحدة مفهوم الدين والتسليم واليقين، لا تشعر به ينّظر ولكن بدون شك يصل بك الي حالة من التصالح تصلح عليك حياتك.

هل تعبر هذه الرسالة الي متلقيها دون حرب؟ لا أظن.. توقعت الحرب الضروس حين وجدت رواية أوراق شمعون المصري تُتداول بين اوساط الموظفين الصغار من فئة التعليم المتوسط، هؤلاء الذين كانوا وسيظلون وقودا للثورات ما حيينا، لتغزو هذه الفئة وتكون رسالتك رسالة سلام ومحبة ووحدة فانت تنغص علي الفكر الراديكالي حياته.

من الطبيعي أن يتم إرهاب الكاتب وأن يخوض الحرب بالنيابة عنا جميعا مع جوارح هذا الفكر وما تعودنا عليه من لجانهم الإلكترونية التي تعودت ان تصادر علي آرائنا لتخرس أفواهنا وتسقينا فكرا لا نقبله بطبيعتنا الطيبة المحبة السائدة في هذا الشعب، فرضوا علينا فكرهم كثيرا تحت مزاعم الحرية وبنفس الأسلوب لا يتغير . تكالبت كلابهم لتنهش في كل من كان له رأي مختلف علي أمل أن تخرس ألسنتهم.
شبعنا قهرا!! اليوم والكاتب يخوض معركة ايديولوجية وحده نائبا عن كل من يريد لهذا الوطن السلامة من الفرقة والنزاع والإرهاب، لا أدري إن كان من الإنصاف أن يُترك وحده ونقف مكتوفي الأيدي نشاهد فرصة حقيقية وأمل صادق تنهشه كلاب الإرهاب الفكري


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com