اسطنبول و تحاشي الحقائق المؤلمة! | د. إبراهيم نتو
05 يناير 2017
0
99198

بحادث راس السنة، و مذبحة داعش الممقوتة و المجرمة في اسطنبول مؤخراً، صادف أن كان بين المحتفلين شبان و شابات، سعوديون و سعوديات، شاء حظهم العاثر ان يكونوا لحظتها هناك فتناثر في صدورهم رصاص رشاشات داعش) بمطعم-ملهى رينا/’الملكة’، في حارة اورطا-كوي، ليس بعيدة عن قصر ضولمة بخشة و لا عن مطار اتاتورك؛ فكانوا هناك ساعة وقوع الحدث الأليم..بعد ان دخل عليهم انتحاري قاتل بزي بذلة پاپا.نويل، و هو داعشي كان في سوريا و منشؤه من قرقيزستان.

فإذا ببعض المعلقين(الاحتياطيين) يقوم بالتعجيل بتشخيص الخبرية من عند ذاته بأنّ الحادث كان عملية انتقام بين المافيات، و قصده بهالتعفير الابتعاد عن انه من فعائل و اجرامات داعش لا غير، و كما اعترفت هي صبيحة تلك الليلة المشؤومة.

و منهم من تفوقن عن كينونة المكاة، و هل كان ملهى ا كمطعم؛ وكأنّها تفرق! فإن في فقد الحياة اهم خسارة؛ و إن اهم شيئ في الوجود هو فقدان الضحايا؛ و هنا يستوي المطعم و الملهى و المعبد: و لا فرق اين حدثت الوفيات!

وما اعجب منه عندنا هو الجاهزية (الفورية، و المبرمجة!) عند البعض للمماحكة.. و خاصة إبان مواجهة الحقائق، و حين يكون فيها شيئ من الحساسية.. او الألم.
و قد تأخذ المماحكة منحىً خاصاً و متجدداً متنوعاً.. بأن يقوم فيحوّل البوصلة و يغيّر الاتجاه، فيسألك بين ثلاثة الى اربعة اسئلة -ليس لواحد منها اي مسوّغ، مثل: لماذا لم تقم داعش الكافرة بأي هجوم على اسرائيل، او بأي مواجهة مع ايران.. أو هكذا اسئلة خاوية (بينما يعتبرُها هو نباهة بارعة، و مزاوغة ناجعة، و مراوغة نبيهة.)

و في عدة حالات من الحوادث و التفجيرات قد نجد جوقة جاهزة لتوزيع التهم عقب كل تفجير انتحاري او عمل داعشي تخرببي فتقذف الملامة في سمات جيو سياسية هنا و هناك، بما فيها عدد من الجهات الاربع.. شمالا و شرقاً و جنوباً و غرباً، لولا ان داعش ذاتها غالباً ما تختصر المشوار و تبوءِر مصدر العنف و تؤكد بنوَّته و تبنيه ..كما فعلت في هذه الحالة!

و فيما وراء هذا الخـَطبِ العظيم و الحدَث الأليم.. عسانا ان نُيَسر لشبابنا و شاباتنا فرص التسلية و الترفيه العادي و البريئ؛ فنقوم، مثلاً، بفتح مختلف المسارح للعموم و خاصة للشباب و الاطفال و العوائل، فتكون هذه و تلك المنشئات افضل و اكثر و أرقى مما هو حاصل.

ثم عسانا نسرّع تشييد و افتتاح و لو عدد معين من قاعات السينيما و وسائل الترفيه الأخرى في انحاء البلاد.

مع عدم منع او “تأجيل”، (لأجلِِ غير.مسمى) لحفلات الموسيقى (الأوپريتات)؛ و اجهاضها (حتى بعد التخطيط لها او الاعلان عنها، مثلما حدث حتى مع الفنان الكبير محمد عبده، عند حلول العيد الوطني، بل و ما قبله!
(في تلك المناسبة الوطنية، قام الفنان بنصب ذات الحفل لكن بدار الأوپرا في القاهرة، بديلاً عن جدة و الرياض الذي كان مقرراً له هنا.)

كما و نرجو الاسراع بتفعيل ‘هيئة’ الترفيه الكبرى (المنتظرة!)، حتى يضطر شبابنا و شاباتنا -تلقائياً و باستمرار- للتوجه، بكافة فئات اعمارهم، في هَجمّات و هِجرات للشمال: تركيا، و أوكرانيا، الخ. أو شرقاً الى المحجة الكبرى، دبي؛ و قريباً حتى بإضافة بانكوك، تايلندا، بعد ان تمَّ مؤخراً التوافق؛بوساطة بحرينية- على اعادة العلاقات بعد انقطاعها لعدة عقود منذ القرن المنصرم.
★و يبقى منا موفور الترحُّم على الضحايا، و العزاء لنا جميعا.

*د.ابراهيم عباس نـَـتــّو – عميدسابق بجامعةالبترول

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com