* الإهتمام والإحتواء*
20 أكتوبر 2021
0
38313

 

اللواء اح اسامة راغب

مااجمل تلك الكلمتين المُكملتين لبعضهما متلازمتان لبعضهما كل كلمة تشد أزرالأخري ..
ولو تعمقت في كل كلمة بمفردها تعطي احساس منقوص يبحث عن الإكتمال والدفء، أما إذا كانتا ملتصقتين فإنهما يمثلا الرباط العميق ويصل إلى مرتبة الرباط الغليظ ..
فما اجمل من الاهتمام وخاصة من المحب سيكون اهتماما آمناً يعطي الرسائل المطمئنة دائماً ويبث رائحة العطر مثل الياسمين والفل وعطر المسك والعنبر الذي يهب علي كل من هم في دائرة الإهتمام بسحابة جميلة تمطر عليهم مطراً من نوع خاص مطر الإستقرار والهدوء وراحة وسلامة النفس وتظل حالة الإهتمام تبحث وتحلق وتبحر لكي تصل الي النصف الآخر ويظن القارئ هنا أن النصف الآخر هي فتاة الأحلام ولما لا أن تكون الكلمة الأخري والنصف الآخر هو حالة الدفء المطلوبة ألا وهي الإحتواء فلا يكون الإهتمام صادقاً إلا بنصفة الآخر وهو الإحتواء
لأنه وطن لكل مالا وطن له واذا كان الإهتمام وقاية من شتات الأذهان فإن الإحتواء هو العلاج لذلك ..
فإن الإهتمام ثم الإحتواء يجعل منا جميعاً في حالة ثبات نفسي وانفعالي تجعل العقول والأذهان في حالة إبداع دائم بل في حالة عطاء إيجابي في كل أمور الحياة واذا جعلنا تلك الكلمتين دستوراً لنا جميعاً فسوف تلاقي تلك الكلمتين استحسانا في معظم طوائف المجتمع والحياة..
وأؤكد أن من يتصف بصفة الإهتمام فانه كريمٌ في عطائه بشكل عام والإهتمام بشكل خاص ويصبح المهتم بهم هنا محظوظون لأن لايأتي الإهتمام بكل معانية إلا لكل من هو قادر علي الإحتواء لإنه لابد أنيكون من الطرفين ونسمع دائماً مصطلح في الأمن القومي وهو دائرة الإهتمام فهذا مصطلحاً صحياً كامل التوصيف..
لأن الإهتمام ماهو إلا دائرة تحتوي من يكون تربة خصبة للإحتواء وأقول تربة خصبة لأن كل بذرة سوف توضع أو تزرع داخل دائرة الإهتمام المعنوي فسوف تنبت نبتاً طيباً ويعطي عطاءً بلا حدود ويبدع ابداعاً لا غاية له ويصبح الإهتمام الآمن نهراً يتدفق لكي يروي كل ظمآن لحالات الإحتواء وهناك حالات كثيرة من الإحتواء أهمها الإحتواء الآمن بالإضافة إلى الإحتواء الفكري ويصبح الإهتمام مرتبطاًارتباطاً وثيقاً بالإحتواء
ولابد أن نؤكد أن الاهتمام اعلى مراتب الحب ، فإذا توفر بطريقة سليمة وطُبق بكل مفاهيمه لترجم حالة حب فريدة وازداد توهجه بشحنه الإحتواء التي من البديهي حدوثها في حالة الإهتمام بكل تفاصيل الطرف الاخر
وهنا يصل الأمر الى نوع خاص من السلام الروحي والإطمئنان الحواري فلا ترى من هذه المعادلة إلا الخوف على من تهتم به من كل شاردة وواردة
والحرص كل الحرص على جعله في جنة الحياة سعيداً متفائلاً
وجنة الحياة لا تتحقق إلا بوجود من نشعر بإهتمامهم بكل ما يتعلق بحياتنا وبمشاعرنا ويحتوينا وقت احتياجنا وفي ظروف تغير امزجتنا ودخول النفس لمراحل مختلفة متنوعة من الحزن والضيق والوهن
لذلك فمن المؤكد أن وجود الإهتمام والإحتواء في شخص يترجمهما لطرف آخر ليؤكد وجود حالة حب فريدة واستقرار عاطفي رفيع المستوى
بالإضافة الى تمكن المشاعر من كل تفاصيل المحب ومشاركته فيها
مما يتولد بيئة صحية لأي مشاعر واحاسيس في أي وقت أو زمن
أو عمر او ظروف صحيه او نفسية أو اجتماعية
وكطبيعة بشرية كلنا نجتذب لمن يهتم بنا ويحتوينا ونشعر بعامل الأمان ونشوة المشاعر تحيط بنا
ونستشعر احاسيس مختلفة من الحماس للإقدام على العيش والتعايش بطريقة سهلة مبسطة في جوانب العطاء والتنازلات عن كلمة الأنا
فكل ما شعرنا بإهتمام واحتواء من حولنا
كل ما زادت لدينا ثقة الحماية من كل ما قد يصادفنا في هذه الحياة
فمجرد وجود سندٍ يحتويك ويهتم بك وثقت بوجود من سيكون لوجعك مشاركاً إن لم يكن حاملاً له بالكامل
فهنيئاً لكل من رزقه الله من يحمل بين جانبيه اهتمام واحتواء فكان ركيزه تفكيره وهمه كيف يسعد الطرف الأخر
فهو رزق كبير وذخيره للزمن فخير ما يكون في رصيدك شخصٌ تكون انت من اولوياته إن تمنى الخير اشركك فيه
وإن استعاذ من شرٍ اعاذك منه …


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com