لا غرابة أن تعلن بعض المجلس التعليمية في بعض الدول عن طرح التجربة “الهولندية للتعليم”؛ لإنقاذ مستقبل مصيرها التعليمي من مرحلة الانهيار، فقد ذكرت الملحقية الثقافية السعودية في هولندا مميزات تلك التجربة، والتي يحظى فيها مستوي التعليم بالمرونة والجودة، فالتعليم في هولندا يصنف عالمياً ضمن أعلى المستويات الدولية ، نظراً للدقة والاحترافية التي توضع بها المقررات الدراسية في هولندا، بحيث تتناسب مع تطورات الحاضر وتطلعات المستقبل، بالإضافة إلى اعتماد التعليم الهولندي على مفاهيم العمل الجماعي وتطوير المهارات المختلفة للطلبة، والاعتماد على الممارسة العملية.
إن الخروج عن فكرة تعليب العقول وحشوها بموروثات قديمة لا تتواكب مع العصر الحاضر، جعل من هولندا رائدة في مجال التعليم، فالمناهج الدراسية لا تخضع لاجتهادات الحكومة، بل لها الحرية المطلقة في اختيار مناهجها ضمن ما تسمح به قوانين وزارة التعليم والثقافة والعلوم، لذلك استطاعت أن توظف التكنولوجيا في مجال التعليم بشكل يتناسب مع سوق العمل العالمي، واصبحت مركز إلهام للمراكز التعليمية على الصعيد الأوروبي والعالمي.
تلك المناهج التعليمية لن تكون مجدية مالم يتم الاهتمام بالكادر التعليمي، حتى ينتقلوا من مرحلة التأهيل العلمي إلى الاختصاص الوظيفي وفق منظومة دورات علمية مكثفة، وشهادات معتمدة على أعلى معايير الدقة والاتقان، ولا يُكتفى بذلك، بل تشكل لجان دورية تراجع مستوى المعلم والطاقم الإداري بما يتناسب مع المرحلة التعليمية، هذا الأمر الذي اعتمدته التجربة الهولندية كان نتاجه أن اغلب حملة جائزة نوبل ممن تلقوا تعليميهم في هولندا.
أنور عبد الرحمن الأحمدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com