التنمر الشرعي | منال الحربي
01 نوفمبر 2016
0
117216

تحدثت في مقال سابق عن طرق تدجين المرأة في العصر الحاضر في مقال بعنوان ” التدجين الحضاري ” في ظل كل هذه المؤسسات التعليمية التي كان من المفترض بها أن ترتقي بالإنسان ، لا أن تُرقّي جنساً على حساب الآخر

وأشرت إلى دور الفقهاء الكبير في إعمار هذه الحظيرة ، وبما أنني أحبهم كثيراً فنّدت لهم مقالاً خاصاً يليق بكل تلك الجهود التي بذلوها في سبيل إنجاح هذه المشاريع الضخمة الفقيه قارئي العزيز يناضل لاستخراج حكم شرعي ، ثم يناضل ثانيةً ليقنع الناس بهذا الحكم – مع أن اللحية أحياناً تُغني عن كل سبل الإقناع – ثم يناضل ثانية ليُجيّش              ” المتنمرين الشرعيين ” ليقوموا بمهمة فرض الحكم الفقهي بالقوة عن طريق رمي كل من لا ينصاع للحكم بالتمرد على الإسلام وبغية إفساد الأمة !

وهذه العملية تسير كالتالي :

ما إن يظهر حكم فقهي مجحف – وغالباً يكون موجّهاً للمرأة – حتى تجد الكثير من أسطر التبرير

والتي تناقش دائماً ” فسيولوجية المرأة “

كأن المرأة كائن ضعيف ، أو تنقصها غدد دماغية .. إلى آخره .

وكلما كان الحكم الفقهي أكثر إجحافاً كلما كثر التبرير

أنت لا ترى مثلاً عالم فقهي يتحدث كثيرا في ” لماذا ” أوجب الإسلام بر الوالدين أو ” لماذا ” حرم القتل

في حين أنك تجد مؤلفات كاملة تحاول إقناعك أن وجه المرأة مثير للفتنة

ومن الأساليب الطريفة التي يستخدمها المتنمر الشرعي حين يرد على امرأة تحاول أن تُحِقّ حقاً من حقوقها هو أن يبدأ خطابه بجملة ” كانت المرأة توأد في السابق ” وهذه حيلة ذكية في الحقيقة ، أن يشعرها أن حق الحياة أيضاً كان من الممكن أن يؤخذ منها مما يجعلها تتنازل عما سواه

وإذا جئنا للتنازل فمن الأولى أن يتنازل الفقهاء والمتنمرون عن اعتقاد أن الدين من بين أيديهم يسّاقط ، ” حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله “

الكاتبة منال الحربي 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com