الثقافة الصحية في مدارسنا”تأخير ماحقه التقديم”
01 أبريل 2017
1
140580

ش ا س – مريم مجلي

يعاني مجتمعنا اليوم من نقص في الثقافة الصحية .
مع أن المسَلّم به ضرورة  رفع المعلومات الصحية
عند الشعوب للوصول إلى مجتمع صحي سليم
لأن  أكثر الأمراض التي يعاني منها البشر هي أمراض من صنع أيديهم
حتى الوراثي منها .
فالزواج بين الأقارب مثلا يؤدي إلى انتشار المرض وتطوره أكثر فأكثر , وتلوث الهواء يؤدي إلى أمراض تنفسية
وتلوث الماء يؤدي إلى التسمم والجراثيم إلى تلوث التربة .
وهكذا يدق الإنسان مسامير تابوته بيده يوماً بعد يوم إما جهلاً وإما خطأ .
والعلاقة بين التعليم والصحة
علاقة وثيقة ليست جديدة
وانعكاس التعليم على صحة الفرد والمجتمع معلومة بديهية
فالصحة مصدر إثراء للعملية التعليمية  وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ضرورة الثقافة الصحية ورفع مستوياتها
وظهرت مبررات عديدة ومقنعة بأهميتها
وتسخير جميع الإمكانات للوصول
بالتوعية إلى أهدافها المبتغاة
ومن تلك المبررات:
*التزايد العظيم في الأمراض المزمنة .
* الارتفاع المُطّرِد في كلفة الخدمات العلاجية مقارنة بالكلفة الزهيدة
نسبياً للتوعية الصحية.
إن الثقافة الصحية المنفذة على أسس علمية تؤدي إلى النتائج المطلوبة.
وكثير من السلوكيات المتعلقة
بالصحة يمكن التأثير فيها.والمدرسة هي أنسب مكان للتوعية الصحية، فهي تتعامل مع فئة صحيحة لا تذهب إلى المستشفى بل إلى المدرسة لتلقي العلوم والمعارف والمهارات والسلوكيات.
والمدارس تنتشر في كل مكان
والتعليم  يزود الأطفال بالمهارات والسلوكيات
ويرسي الأسس لنمو الطالب بصحة جيدة.
وبالرغم من كل ما تقدم من
حقائق مقنعة بضرورة وضع منهج
للثقافة الصحية يُدرس للطلبة والطالبات
من بداية مرحلة رياض الأطفال
بجرعات خفيفة
تُكثف شيئاً فشيئاً كلما انتقل
الطالب
للسنة الأعلى مدعمةً بالآيات القرآنية والأحاديث ودلائل حرص الإسلام على السلوك الصحي
لكون المعلومات القليلة المتفرقة عن الثقافة الصحية
في منهج العلوم والقراءة أحيانا
ومنهج التربية الأسرية للطالبات غير كافية ولا تحقق الهدف
إلا أن هذا المنهج لايُقرر للطالب
كمنهج مستقل إلا في المرحلة الجامعية
أي في العشرينات من عمره
بعد أن قضى هذا العمر بمفاهيم
وسلوكيات حياتية
خاطئة
يصعب تعديلها وقد بدا تأثيرها
على جسمه واضحاً واستوطنت العديد من الأمراض في جسمه وأصبحت السلوكيات الخاطئة
في الصحة في مرحلة المهارة بدون تفكير
كما تسمى في البرمجة العصبية
إلا لمن حالفه الحظ بأسرة
لديها بعض الوعي الصحي.
أكتب هذا الموضوع بعد اطلاعي
على كتاب الثقافة الصحية
المقرر للطالبات في إحدى جامعات المملكة
ورأيت موضوعاته في قمة الأهمية وحسن الاختيار
فلماذا لاتوزع على سنوات الدراسة
من رياض الأطفال وحتى
المرحلة الجامعية من قبل فريق مختص في وزارة التعليم مع مراعاة كل مرحلة عمرية واحتياجاتها وجنس المتعلم
ليجتمع لدينا في سن التخرج
الجسم السليم والعقل السليم

بقلم / رابعة إبراهيم حسن الشعبي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com