موسم حج ناجح ، عبارة لم تعد بالمستحدثة أو الغريبة على أسماع المسلمين بل و حتى غير المسلمين. حيث تتصدر كل عام عناوين الصحف و تحظى بحصة الأسد في التغطيات العالمية المختلفة ، لتترك إعجابا و ذهول أقل ما يفسره وجود قيادة حكيمة رشيدة مخططة تجيد فن قيادة الترسانة البشرية ، تورث حنكة إدارية لكل الأجهزة و الهيئات الحكومية التي لها صلة في التعاطي مع حشود المسلمين المتدفقة من جميع أرجاء المعمورة. بتوفير كل الظروف المواتية لأداء الركن الخامس في الإسلام دون حدوث أي خلل أو انتهاكات أمنية تذكر في جميع مراحل الحج .

بدءا ببوابة مملكتنا العظيمة خط الأمان الأول مصلحة الجمارك السعودية، التي يقع على عاتقها الحمل الأكبر في تأمين و تسهيل دخول كافة الحجاج بسلاسة و اطمئنان كبيرين من جميع المنافذ.

ولا ينأ عن كل متأمل لمستوى الأداء الجمركي رقي الإدارة التي لا تكتفي بأداء الحد الأدنى. فجعلت العنصر البشري أساس استثمارها الأول، فغرست فيه دافعية ضمنية تتغذى على الجانب الروحي المتمثل في خدمة ضيوف الرحمن و تقدير لقدسية المكان، ناهيك عن الجانب المعنوي والمادي متمثل في الإطراء على أصحاب الأداء اللافت حيث تصرف المكافآت و تبرمج العلاوات تشجيعا و عرفانا لكل متميز.

و صيانة للرغبة في الإنجاز تتعامل مصلحة الجمارك مع موظفيها كمالكين لمكان عملهم بتوسيع مجال طرح الأفكار و إدخال تحسين على سير المخرجات و تقديم الخدمات، مما يرفع الشعور بالمسؤولية لديهم، فيخول إليهم بالصلاحيات اللازمة و تصقل مهاراتهم بتدريب عالي المستوى، و تُبنى فرق عمل متكاملة القدرات و يخلق نظام تواصل قائم على الشفافية و التغذية الراجعة من الطرفين إدارة و موظفين .

و تفرض خصوصية عمل الجمارك و الضغط الكبير الذي يشهده كل موسم حج وجود تحديات كبيرة تبقي الإدارة عليها عينا بصيرة بأسلوبها التمكيني الذي تجسده في إبقاء موظفيها على إطلاع بكل التحديات و سير مجريات العمل و التغييرات المطلوب اتخاذها، ناسفة بذلك كل الإمكانات التي قد تجعل موظفيها يشعرون بمحدودية أدوارهم و قلة قيمتهم، فاتحة بذلك أوسع الأبواب لإللهام المهني.

ولا تكتفي مصلحة الجمارك بكل ذلك فتسعى لحصد نتائج مبنية على تبسيط و عقلانية في التوقعات، فالتأهب لاستقبال ملايين الحجاج في فترة زمنية واحدة يتطلعون إلى دخول سهل و مؤمن، يتطلب رقابة أمنية صارمة جنبا الى جنب مع تسهيل اجراءات الحجاج بالسرعة المطلوبة ، لكن إدارة الجمارك و إلهاما من الرؤية الرشيدة لقيادة مملكتنا الحبيبة، لا تكتفي فقط بالقيام بما يجب القيام به بل تتجاوز ذلك للسعي لتحقيق سبق لقب أنجح موسم حج كل سنة مقارنة بسابقتها.

في الختام ما تحصده إدارة الجمارك من نتائج هائلة في كل موسم حج ليس ضربة حظ أو وليد صدفة بل إنجاز يتأتى من أسلوب إداري تشرئب له أعناق كل سعودي بكل فخر باالإنجاز العظيم لمملكة خصها الله بقبلة طاهرة، عرفت قيادتها قيمتها … فصانتها.

محمد مشبب القحطاني

• أسوء فترات حياة فرجينيا وولف فرات البسام عاشت فرجينيا وولف أسوء فترات حياتها حين اركع هتلر بريطانيا بالحملات العسكرية والقصف المرعب ولكن ...
• رمضان والاعلام العربي حنان بنت حسن الخناني - أديبة وكاتبة  لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلاً من شهر روحاني؟ ...
• ”لغتي العربية” لغة ذات قوّة راسخة ”   د. وسيلة محمود الحلبي* يحتفل العالم العربي اليوم الاثنين 18 من ديسمبر 2023باليوم العالمي للغة العربية تحت ...