لا أملك طريقة لوصف صدمتي عندما قرأت خبر عن الأستاذ الكبير والصرح الإعلامي صالح الحسيكي وما آلت إليه حالته
أيعقل أن تكون هذه نهاية من علمنا أصول الاعلام ؟
من سهر الليالي ليكون متابعاً لكل أحداث الوطن والمجتمع ؟
لقد كان لي الشرف الكبير أن يكون رئيس تحرير فترة وجودي في (عكاظ اليوم) سابقاً ولا أنسى توجيهاته و وقفاته معي
ولست أنا الوحيدة من كان الأستاذ صالح لهم قدوة ومعين وسبباً في نجاحهم بمشوارهم الإعلامي بل آلاف من الشباب والشابات ..
ويكأفىء بهذه الطريقة ؟
هزلت ورب الكعبة !
أن يكون هناك من يدعي معرفته بالصحافة ويتولى مناصب ولا يفقه من الصحافة شيء ، و يكون من هم عمالقة القلم ومنارة الإعلام نهايتهم يبيعون شاي وذرة في قارعة الطريق ليسدوا أفواه اسرهم !
الاستاذ صالح الحسيكي علمنا دروس لن يفقهها الا لبيب ؛ علمنا معنى الكرامة الإنسانية في اعتماد الإنسان على نفسه بأي عمل شريف ولا أن يكون عالةً على مجتمعه واهله .
علمنا أن جوهر الإنسان لا يتغير سواء كان رئيس تحرير وراء مكتب فاخر أو وراء طاولة عليها براد شاي ؛ فجوهره النادر برز من بين ثقافة طاغية أن الدنيا دواره وان ماهو عليه الآن سيأتي من يكون فيه في الغد إن لم ننتهج منهج العدالة في إعطاء أساتذتنا ومن كان لهم الفضل فيما وصلنا له الآن .
ليس من العدل ان نحكم على الجيل الذي مهد لنا ما نحن فيه بالفناء لنتربع نحن على ظهورهم ، وقبلها نسلبهم ابسط حقوقهم
عذراً استاذ صالح الحسيكي لما أنت فيه .
عذراً لتلك السنين التي قضيتها وأنت تتابع وتبحث وتشارك وتسهر من أجل الوطن ومن أجل امانة المهنة .
عذراً لوقفتك أمام طاولة الشاي التي هي تاج على رؤسنا .
عذراً من كل شخصية كانت من ركائز البناء في هذه الأرض المباركة ونُسيت عند الانتهاء من التشييد .
عذراً للصحافة وللإعلام إن كان نهاية كل منا ستكون أسوء مما آل الكثير إليه .
بقلم الاديبة الاعلامية : د. وفاء ابوهادي
رئيس مجلس إدارة شبكة الاعلام السعودي
This site is protected by wp-copyrightpro.com