يغثنا للأسف كل مرة مقطع يظن المتحدث فيه أنه ناقد صريح تجاه وزارة التعليم فلا يخجل أن يسفّه جهودهم ويخاطبهم وكأنهم عمال في بيته أو تجارته ..
ليتهم يؤمنوا أن الكمال لله عزوجل وحده ولا يوجد عمل بلا نقص أو جودة أو عيوب أو غير ذلك ويدركوا أن مسؤولي وزارة التعليم مثلهم بشر وليسوا معصومين من الخطأ ( هذا إن حصل ) ذلك في عملهم .. ويكون بالتاكيد خطأ غير متعمد ويلتمسه من له إطلاع عن كثب لما يدور في المنظومة التعليمية وليس خارجها كهؤلاء الذين ينتقدون الجهود بطريقة ( الجلد) من خلال المشهد العام وهم لا يعلمون ما يدور خلف الكواليس حتى يصدر قرار يخص أكبر شريحة في المجتمع
وهذا الجلد الذي يقدموه بمقاطعهم في يظنون أنها صراحة يشكرون عليها وآراها تطاول وجلد غير منطقي والتهكم فيه غير مقبول
فمن السهل انتقاد وزارة ومسؤولين بمقطع ولكن من الصعب أن يقدم أحد النقاد حلول تنال رضا كافة الناس ..
أتذكر قبل صدور قرار الدراسة عن بعد ..
( طاح ) الجميع في وزير التعليم سخرية وانتقاص واتهام وكل ما يشين هذا الرجل كمسؤول لمجرد أنه تأخر في صدور قرار الدراسة هل ستكون حضور أم عن بعد !
حينها اطلقت فئة منهم هاشتاق تُطالب فيه بالدراسة ( حضورياً )وكان خلفه أولياء الأمور غالباً وبعض المتضررين ماليا من تبعات الدراسة عن بعد من حيث توفير الاجهزة والانترنت بشكل الزامي لضمان سير الدراسة
وأطلقت فئة أخرى وهي الأغلب هاشتاق تُطالب فيه أن تكون الدراسة ( عن بعد ) وطبعا شكل هذا الهاشتاق أكثر من 90٪ من الطلاب رغبة في استمرار اجازتهم وعدم الزامهم بالحضور .. لأنهم ظنوا أن الدارسة عن بعد لها نفس سير ونتائج الفصل الثاني الماضي مع بدء الازمة آنذاك وأنتهت بـ( الكل ناجح )
وعندما أصدرت الوزارة قرارها ببدء الدراسة عن بعد .. ظهر البعض من ينتقد وبشدة بحجة عدم مراعاة الوزارة لسوء الوضع المادي لبعض الاسر ومقارنته للأسف بطبقة الاثرياء
دون أن يقدموا هؤلاء النقاد حلول فعلية وقابلة للتطبيق والتنفيذ في شأن الدراسة التي لم يكن أمرها محيّر في مملكتنا فحسب بل في كل دول العالم ..
فالحكومات بلا شك حريصة على التعليم كحق مكتسب ولكنها ظلت في حيرة ما بين :
اقرار الدراسة حضورا وستواجه خطر زيادة تفشي الوباء أو عودته بعد جهود مكافحته وبالتالي انتقاد الشعوب لها واتهامهم بالتساهل في ارواح ابناءهم
أو اقرارها عن بعد وستواجه مشكلة التوازن المادي بين طبقات المجتمع وتوفير أجهزة وشبكات ليتمكن الطلاب من سير الدراسة حسب المأمول .. وهنا نجد انتقاد البعض بحجة عدم مراعاة الأسرة الفقيرة ..
لذا أقول لنجوم المقاطع الساخرة تقمّصوا دور وزير التعليم ( واتحفونا ) بحلول منطقية وواقعية قابلة للتنفيذ تخدم استمرار الدراسة سواء عن حضور أو عن بعد بشرط أن تكون حلولكم مرضية لكافة شرائح المجتمع ومراعية لأمرين هامة في ذات الوقت هي :
1- صحة وسلامة الطلاب
2- تعليمهم بالشكل الصحيح
مع العلم أن وزير التعليم لا يصدر قرار عودة الدراسة إلا وفق معطيات المؤشر الصحي الذي توصي به الجهة المعنية بالأزمة وهي وزارة الصحة .. فهي من أوصى بقرار ايقاف الدراسة وجعلها عن بعد وهي من تقرر نوع العودة الدراسية .
*وفي النهاية أوصي نقاد وزارة التعليم وأي جهة تقدم جهودها للمجتمع بأن تترجموا حرصكم بتقديم حلولكم ومقترحاتكم وافكاركم للوزارة مباشرة عبر قنوات الاتصال بها فلربما تأتيهم بفرج من منطلق الحياة تكامل يدفعه إحسان ونية صادقة ..
*وكفاكم إنتقادات وأنتم جالسين في البيوت والاستراحات والمقاهي والشوارع والسيارات وغيرها بحثاً عن الشهرة وزيادة المتابعة *
بقلم / د. خالد عبدالقادر الحارثي
This site is protected by wp-copyrightpro.com