القرامطة الجُدد | أنور الأحمدي
31 أكتوبر 2016
0
149886
حتى نتعرف على القرامطة الجدد، لا بد أن نلقي نظرة على ما فعله القرامطة الأوائل، تلك الحركة الباطنية الهدامة التي تنتسب إلى حمدان بن الأشعث، ويلقب بقرمط لقصر قامته وساقيه، وكان ظاهر تلك الحركة التشيع لآل البيت، وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الإسلام.
بعد أن أُلحقت عدة هزائم لدولة القرامطة، أعاد سليمان بن الحسن بن بهرام ويعرف (بأبي طاهر) دولة القرامطة والذي دام ملكه (30) سنة، ويعتبر مؤسس دولة القرامطة الحقيقي ومنظم دستورها السياسي الاجتماعي، بلغ من سطوته الإرهابية أنه هاجم مكة عام 319هـ، وفتك بالحجاج، وهدم زمزم، وملأ المسجد بالقتلى، ونزع الكسوة، وقلع باب الكعبة، واقتلع الحجر الأسود وأبقاه في معقلهم (20) عاما.  
وكان من بطشه أن الحجيج يفرون منه؛ فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم متعلقون بها، وأمر بردم بئر زمزم بإلقاء القتلى فيه، ووقف متباهياً يقول ” أين الحجارة من سجيل؟ أين الطير الأبابيل؟ أنا بالله وبالله أنا! يخلق الخلق وأفنيهم أنا!
وهؤلاء الحوثيون ما هم إلا امتداد لتلك الحركة الخبيثة، التي تستمد فلسفتها المادية من تعاليم الملاحدة أمثال (مزدك و زرادشت) والمتآمرين من أئمة الفرس، متأثرين بمبادئ الخوارج الكلامية والسياسية و مذاهب الدهرية.
في حادثة ضج لها العالم الإسلامي قبل أيام، فقد استهدف الحوثيون بصواريخهم بيت الله الحرام، ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، ونحمد الله أن تمكنت قوات التحالف من اعتراض الصاروخ وتدميره على بعد (65 كم) من مكة المكرمة حماها الله ..
هذه الحادثة ليست بعيدة عن حادثة تفجير الحرم النبوي في شهر رمضان الماضي، والذي كان وراءها داعش؛ فإن اختلفت مسمياتهم في (داعش والحوثي)، فإنها تجتمع في مصطلح القرامطة الجدد.
أنور عبد الرحمن الأحمدي

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com