المدرسة بين التبعية والتأثير | حنان الصميلي
27 سبتمبر 2016
0
83160

ونحن نعيش هذهِ الأيام فرحة مرور (٨٦) عام على توحيد الوطن، نستعيد فيها ذكرى ما تحقق على يد المؤسس من بناء وتوحيد وإستقرار وأمن توالت بعده العديد من الإنجازات على يد ابناؤه الذي ساروا بالوطن في ركب التنمية الشاملة والإزدهار عقودا وخطوا به خطوات واسعة نحو التقدم وهذا يضعنا أمام مسئولية الحفاظ عليه بكل ما نملك من أفكار ومعرفة وعلم وتقنية ومثابرة في طلب المعرفة وانتاجها في الحاضر لنضمن استمرارية تقدمه ومسؤولية تشكيل ملامح المستقبل في تأهيل جيل معرفي معتز بارثه الوطني والثقافي وقادر على تشكيل ملامح التمكين له في كافة مجالات الحياة التي لازالت تحمل في طياتها الكثير من الإنفجار المعرفي والسيطرة التقنية على مجالات لا يمكن أن نتنبأ بها إلا إذا أصبحت جزءًا من منتجاتنا.
ولنضمن التأثير الايجابي لهذا الجيل في كل ما يتعامل معه من مقدرات الوطن كان لزامًا علينا أن نرعى أهم مقدراته ،فالحقيقة التي لا تقبل الدحض أو النقض أنهم المسؤولية الأولى والأهم التي يعول علينا الوطن في رعايتها وصقلها وتمكينها معرفيًا وقيميًا و…من خلال المدرسة التي تشكل عقولهم وتكوّن معظم القيم بداخلهم وعلى رأسها حب الوطن (المواطنة) التي تُعزز من خلالها العديد من القيم كالحرية والمسؤولية والإنتماء و…….
وما نراهُ من ممارسات سلبية لهذهِ القيمة في مدارسنا أمر كارثي يبني أجيال تتسطح لديها كل القيم والمفاهيم ليصل التعبير عنها إلى درجة الاسفاف. متناسيين نتائج هذا العمل الذي لم نستطع أن نتنبأ بنتائجه سابقًا لنراهُ واقعًا يخطف ابنائنا وبناتنا من بين ايدينا دون ان نشعر ويحولهم إلى قنابل موقوتة تتحين الفرصة لتدميرنا. ورغم ما مر بنا وما يمر من مشكلات لازالت مدارسنا تجتر هذهِ الممارسات يوميًا ؛ فبعضها لم تتمكن حتى اللحظة من اكتشاف نقاط الضعف في ممارساتها، ناهيك عن مدارسنا التي لا ترى في ممارساتها ضعفًا اصلاً، وهما تشتركان في تقديم جيل “إمعة” مهيئ للتشرذم والخلاف والتقزم يلتهم كل ما يُقدم له دون فحص أو إختبار أو مساءلة؛ فيظل في موقع الانبهار بالآخر وبما ينتجُه من منتجات كانت من أهم مقوماتها الحرية والمعرفة والإبداع والمسؤلية والعدالة التي تُقتل فيهم يوميًا داخل الصفوف الدراسية وفي اروقة المدارس على يد تربويين استسهلوا القشور، أو باعوا الذمم وأمنوا العقوبة، أو إختاروا الانقياد الأعمى متعثرين لم يفهموا المواطنة فهماً صحيحاً؛ ففشلوا في التعامل معها وحددوا ملامحها في أطر ضيقة فاقمت وضعية الجمود المجتمعي تجاه الوطن الغالي الذي يحتاج منا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه المجيد إلى أن تتحول مدارسنا إلى مراكز تنوير تستثمر العقول وتنتج المعرفة وتقود التغيير المجتمعي نحو التأثير إيجابيًا في معدل التسارع نحو تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.

بقلم : حنان الصميلي

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com