المرايا
15 نوفمبر 2020
0
67914

 

تأخذنا الأيام وتسرقنا السنين..
لا نعلم كم تغيَرنا وكيف أصبحنا..
ثم نقف أمام المرايا لتخبرنا بالكثير..
تعلن لنا عن شيب غزا مفارق رؤوسنا..
تكشف لنا عن تجاعيد رسمها الزمن على وجوهنا..
ننظر إلى أعيننا فنرى آباراً عميقة ليس لها قاعا..
نمعن وندقق بالنظر لعلَنا نرى شيئاً لا نعرفه عن أنفسنا..
لا تخبرنا المرايا بما أنجزنا ولا بما اكتسبنا من خبرات..
لا تجاملنا أو تحاول أن تجمِلنا!!
فنملُ من هذا الجمود، ثم نحاول أن نبتسم، ونجد أن ابتسامتنا أيضاً قد تغيرت ولم تصبح كما كانت..
نرفع حاجباً أو نغمز بطرف العين في محاولة لمداعبة أرواحنا..
نخرج ألسنتنا أحياناً لنسخر من ماض أو مستقبل مجهول..
ثم يأخذنا الحماس في لحظة لنتفوَه ببعض الكلمات، وقد نبدأ في توجيه الخطاب إلى أنفسنا
إما بعبارات إعجاب..
أو توجيه لوم..
أو تذكير بوعد..
ثم نطلق تنهيدة طويلة تعكر صفو المرآة ببخار الماء..
وتختفي ملامحنا..
لنحولها إلى لوحة كي نكتب عليها أسماءنا..
ونضع بجانبه قلباً..
لنقول لمن بعدنا إننا قد مررنا من هنا!

د. ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com