اعتدنا رؤية الشوارع خالية ليلة الاختبارات النهائية لكل فصل دراسي استعداداً لنيل درجات عالية في كآفة المواد المقررة ، الأمهات تهيئ الجو الهادئ تلغي كل زياراتها ولا تستقبل أحداً لينعم أبنائها وبناتها بالرعاية والهدوء والراحة النفسية ، والأباء يساعدون الامهات بالرقابة الفعلية على المنزل إذ هو النواة الحقيقة للمجتمع ، فالكتاب المدرسي كان مصدر العلم والدين والثقافة والأدب .
وفي هذه الأيام نستقبل اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول ، تغيرت العادات الشوارع والأسواق و أماكن الترفيه تعج بالمرتادين من كآفة الفئات العمرية دون مبالاة ، وصوالين الزينة مليئة بالنساء للإهتمام بجمالهن والرجال في الاستراحات طالبين للمتعة مع الأصحاب .
غاب عن الجميع أهمية العلم ومكانة العلماء فأصبح من يريد شهادة يحصل من خلالها على وظيفة في المستقبل براتب محدود يسعى لنيل الشهادة بدون تطوير لشخصيته ولذاته او اكتساب مهارات مختلفة يتجمد مكانه كأنه مبرمج بنظام لا يقبل التغيير الى نهاية سن التقاعد .
والبعض يسعى لبعثة خارج الوطن يكتسب من خلالها ما يعينه على العيش والدراسة ومن ثم نيل شهادة جامعية او شهادة الدكتوراه وربما بعد تخرجه ظل في بلاد الغربة مستكملاً مشوار حياته ولا يعود لوطنه غير للضرورة ، ومن عاد وجد أنه لم يوضع في مكانة يستحقها .
العلم لا يحتاج فقط لدولة تنفق الملايين لتوفير كل متطلبات ومستلزمات وكوادر من مدرسين ومدرسات وأماكن للعلم ، بل العلم يحتاج لراغبين ومحبين للعلم من أجل الشعور بمكانة اجتماعية عالية ورفعة للوطن الذي لم يبخل حكامه بالغالي والنفيس لكل الراغبين في طلب العلم .
فأين الرقابة داخل الأسرة وأين التشجيع على حب العلم من العائلة نفسها قال صلى الله عليه وسلم “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة” لو سلمنا بأن الحديث يقصد به العلم الديني فقط فقد شجع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم على ان نتعلم لغات العجم “من عرف لغة قوم أمن مكرهم”
فبشئ من الاهتمام وتكثيف الرعاية داخل الأسرية ينهض المجتمع بإزدياد أعداد المواطنين من حملة رآية العلم النافع لتحقيق رؤية مستقبلية ناجحة ومثمرة .
وكيلة شؤون الطالبات بثانوية رملة بنت ابي سفيان / خديجه محسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com