“النظافة من الإيمان يا مصلين” | طارق السعيد
20 سبتمبر 2016
1
145827

 

 

نحمد الله على نعمة الإسلام , هذا الدين الحنيف الذي لم يترك لا شاردة ولا واردة إلا خصها لعباده , فالإسلام حثّ أتباعه على النظافة وأمر بها بشكل عام، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى طيّب يحبّ الطيْب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظّفوا أفنيتكم ولا تَشبّهوا باليهود”.

هذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يحرص كل مسلم على النظافة , لأن الخالق  سبحانه وتعالى يحب من كانت النظافة صفةً له .

والواجب علينا معشر المسلمين أن نحرص على آداب الإسلام والتهيؤ للذهاب إلى المساجد بالطهارة ، ومن ذلك لبس الثياب النظيفة ، والسواك ، والتجمل ، والتطيب من أجل أن نأتي إلى بيوت الله نظيفين ، قال تعالى : ﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [سورة الأعراف: 31]

 

وأمرنا الإسلام بنظافة الفم , فقد قال صلى الله عليه وسلم ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ” , فكان النبي عليه الصلاة والسلام يستخدم السواك ويقول: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة”. صحيح البخاري, ومن آداب المسجد التي حثنا عليها الإسلام تجنب أكل الثوم والبصل وما له رائحة كريهة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :

((مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ و قَالَ مَرَّةً مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ )) ..

 

نجد أن هذا الأمر ينطبق على الإخوان الذين لا يهتمون بالنظافة وللأسف باتت صفة تلازمهم أينما ذهبوا , وبعض الناس من غير تحديد جنسيات تكون طبيعة عملهم  في الشمس الحارقة, وبعضهم للأسف ليس لديه معرفة بالحكم الشرعي أو إلى الآداب التي ينبغي أن يراعيها المسلم إذا دخل بيتاً من بيوت الله , فتجدهم لا يحرصون على نظافة البدن والفم والثياب والجوارب !!

مما يكون له الأثر في تضجر المصلين لأن الرائحة الصادرة منهم ممكن أن تصيب الآخرين بالقيء من شدتها, والرائحة الكريهة تؤذي الملائكة والمصلين, وهي تعد من المنكرات لما فيه من أذية المسلمين ..
 

حقيقة الأمر يحتاج لوقفة من الجميع , والواجب تقديم النصح لمن أُبتلي بفعل هذا الأمر لما فيه من الإضرار بعباد الله ، وأن يبين له وجوب إزالة تلك الرائحة إذا أراد القدوم إلى المسجد ،ويجب التنبيه على إمام المسجد بتذكير المصلين بالمواعظ عقب أداء الصلاة , وللأسف بعد قضاء الصلاة تجدهم يخرجون سريعاً ولا يهمهم سماع تلك المواعظ !!

لذا الأمثل لنا أن ننصحهم بالكلام الطيب و يا حبذا أن تكون معها هدية مثل مسواك أو عطر, لكي نعمل على هدى نبينا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن , لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات ومن فرائض الإسلام ، فالمشروع لمن أراد النصح لإخوانه أن يرفق بالناس ويكون حليما ويأمرهم وينهاهم بالألفاظ الحسنة حتى يكون ذلك أقرب لقبول نصيحته ..

وأختم مقالتي بقوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ , سورة النحل – الآية 125 .

 

هدانا الله وإياكم إلى سبيل الخير وتقبل الله منا ومنكم صلاتنا ..

 

طارق مبروك السعيد – جده     


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com