Latest News
الهروب
27 نوفمبر 2020
0
78012

 

استيقظ من نومه فزعاً، قلبه ينبض بسرعة جنونية، يتصبب العرق من جسده، ولوهلة لا يعلم إن كان ما جرى له حقيقة أم لا..

دائماً ما تتكرر عليه تلك الأحلام المزعجة، يركض هارباً من شيء ما..

تارة يلاحقه شبح، وتارة أعداء، وأحياناً تلاحقه حيوانات مفترسة!

وقد يهرب من شيء مجهول لا يعرف كنهه!

يجلس على سريره لقراءة المعوذات وتفقد نفسه وما حوله، وللتأكد أن ما حصل لم يكن حقيقة..

في بعض المرات، يخشى العودة إلى النوم مجدداً كي لا تطارده تلك الخيالات التي يعيشها بكل تفاصيلها وأحاسيسها، ويكاد يُجزم أنها وقعت بالفعل..

يبدأ يومه وهو خائفاً يترقب، كم من خطر قد يواجهني؟

ماذا لو؟ وماذا لو؟ ثم ماذا لو؟

ابتداءاً من الخوف من دلق فنجان القهوة إلى فقدان حياته!

ويكتشف أنه يعيش الخوف في كل لحظة من لحظات حياته، فيقوم بملاحظة كل شيء والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة..

لا يتحرك إلا وكل شاردة وواردة قد كتبت في لوحه المحفوظ، حتى يتأكد من عدم وجود أي أخطاء قد تحدث له في الكون..

حتى عندما ينتهي من أعماله ويخلد للراحة يظل عقله منشغلاً بوضع الخطط المحكمة لتفادي أي عقبات، وللتملص من الصعاب، ويفكر في طرق للهروب في حال الفشل بأقل الخسائر، والتخلص من العار والخذلان..

يهرب من واقعه إلى أفكاره، ثم يهرب من أفكاره إلى أحلامه، حتى يفيق من أحلامه مذعوراً على ذات الواقع..

وتستمر دوامة الهروب!

 

د. ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com