لم أتخيل لو للحظة أن يأتي يوم وأكتب مقالاً كهذا، الكثير قالوا لي لِمَ تحتفلين بيوم الأم وتكتبين لها ما يخطر في بالك ولو لمرة أن تحتفلي بالرجل الذي رحل منذ سنوات؟
لم تكتبي أبداً عنه ولا حتى شيئاً واحداً…
حسناً، سأقول بأني لا أعلم كيف أصفه ولكن أعلم أنه كان يخاف علي من الحياة كما تخاف أمي علي، وأعلم أيضًا أنه يريد سعادتنا وإسعادنا ويريد أن يفتخر بنا كما تفعل أمي الآن.
رحل والدي منذ أن كنت طفلة لم أذكر شيئًا سوى أنني كنت أخاف عليه وأقرأ عليه سورة من القرآن، ولكن الآن أقول لوالدي شكرا لك على اختيارك أمي هذه المرأة الحنونة الطيبة التي لطالما حرصت على الحفاظ علينا وحمايتنا والخوف علينا من الأذى فأصبحت لنا الأم والأب في ذات الوقت.
كل ما أريده الآن هو أن تكون فخورة بي وبإخوتي وأن تبقى لنا شامخة طوال الدهر فلن أتخيل ولا أريد أن أتخيل الحياة بدونها حفظها الله من كل شر ورحمك الله يا أبي.
اليوم هو يوم الأب العالمي، ولهذا سأدعي الله بأن يحفظ أباء المسلمين ويرحم من رحل منهم ويجمعني بأبي في جنات النعيم.
بقلم – نجود عبدالله النهدي
This site is protected by wp-copyrightpro.com