ش ا س – خالد فلاته
بمشاركة كوكبة من العلماء والمفكرين والباحثين انطلقت في مكتبة الكويت الوطنية أعمال مؤتمر “العلوم في الحضارة الإسلامية وآثارها الفكرية والثقافية ” الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع جامعة الكويت ضمن البرنامج الوطني والتعاون بين مؤسسات الدولة للاحتفاء باختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية للعام الجاري 2016 .
وقال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس علي اليوحة في كلمة القاها خلال الافتتاح الذي شُمل برعاية وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح في مكتبة الكويت الوطنية. ان هذا المؤتمر يشكل جزء من مجموعة الانشطة الثقافية والفكرية والعلمية التي تميز هذه التظاهرة الهامة في حياتنا الثقافية العربية.
واكد اليوحة على اواصر الاخوة بين مختلف الشعوب العربية وما يقدمه علماؤها وباحثوها واساتذتها من اسهامات علمية وفكرية وثقافية تدفع بالثقافة العربية في زمن العولمة نحو التطور والازدهار.
وقال اليوحة ان موضوع المؤتمر ( العلوم في الحضارة الإسلامية وآثارها الفكرية والثقافية ) يعد خير دليل على ما قدمته الثقافة الاسلامية للانسانية طيلة قرون من العطاء العلمي في مختلف الميادين العلمية والعملية والنظرية.
وبين ان الاسهامات العلمية التي ميزت الحضارة الاسلامية جاءت نتيجة لعوامل عدة اهمها النظرة الانسانية والعالمية للاسلام والدليل هو المترجمين والعلماء الذين اسهموا في بناء هذا الصرح العلمي وكانوا ينتمون الى اديان مختلفة واقوام متعددة .
واضاف ” اذا كنتم تجتمعون اليوم لدراسة هذا التاريخ العلمي من جميع جوانبه فانني على يقين انكم ستقفون منه موقف الباحث والمدقق الذي لا يتردد في مناقشة الاثار المختلفة لهذه العلوم سواء على الحضارة الاسلامية نفسها او على غيرها من الحضارات وبخاصة الحضارة العربية “.
وقال ” ولا يخفي عليكم ما يشكله هذا التاريخ العلمي الذي سطرته جهود علماء امثال الخوارزمي والرازي وابن الهيثم والفارابي وابن رشد وغيرهم من اثر ايجابي على حياتنا العلمية المعاصرة “.
كلمة المشاركين في المؤتمر
من جهته قال الاستاذ الدكتور مجدي عبدالحافظ في كلمة القاها ممثلا عن المشاركين في المؤتمر: اننا في المؤتمر نستدعي ونستذكر الارث العظيم الذي تركه لنا الاباء والاجداد في شتى الفنون والعلوم والمعارف .
واضاف ان هذا الارث الذي ظل في زمانه يجتذب القاصي والداني من طلعة العلم والباحثين عن المعرفة في العالم حيث ارسل الاوروبيون ابنائهم الى العالم الاسلامي آنذاك في بغداد ودمشق والقاهرة والاندلس ليتعلموا الفنون والاداب والفلسفة والطب والموسيقى.
وبين ان العرب والمسلمون استطاعوا المزاوجة بين تجربتهم العلمية في الواقع وبين تأملهم النظري ولعل نجاحهم هذا هو ما ساهم عمليا في تحفيز حركة البحث العلمي في اوروبا في عصري تنويرها ونهضتها.
وقال ان رؤية المسلمين في البحث العلمي قد اندمجت في سياق متعدد الابحاث وفي اطار ورؤية تكاملية ادت الى ان يفهم المسلمون معنى التوازن البيئي واهميته وفي اطار نظرة كونية عامة لم تكن يوما بمعزل عن البحث عن سعادة الانسان .
وبين ان البعد الديني لم يقف ابدا حائلا لتجارب العلماء ومشاهداتهم العلمية الذين استطاعوا تطويع كل تقدم علمي او تقني نظري او تجريبي داخل اطار التأكيد على قدرة الخالق واقروا بأن العناية الالهية هي التي رتبت الاسباب للوصول الى النتائج التي توصلوا اليها.
وعقب كلمات الافتتاح الرسمي بدات الجلسة الاولى والتي تتناول محور ” العلم والبيئة الثقافية ” وتحدث فيها أ.رشدي راشد عن جدلية البحث والترجمة في تاريخ العلوم الفلسفية العربية ، و أ.شوقي جلال عن بحثه الثقافة العربية وقيم التقدم رؤية نقدية مقارنة بين عصرين ، و د.انطوان سيف عن بحث ترجمة العلوم والفلسفة في الحضارة الاسلامية.، وادار الجلسة د. عبدالله الجسمي، ونظرا لتعذر مشاركة أ.رشدي راشد قامت د. يمنى الخولي بقراءة ملخص بحث راشد.
This site is protected by wp-copyrightpro.com