* ببساطة .. مات فأزلناه وأكملنا*

14 أكتوبر 2021

37422

د.خالدعبدالقادرالحارثي
مستشار اجتماعي

في مواقع التواصل الإجتماعي
وبالذات في مجموعات الواتساب
نلاحظ عندما موت عضو قريبًا كان او صديق
وقد كان بيننا حيًّا يحادثنا بصوته ويكتب لنا ويقرأ

تتم إزالته من المجموعة دون رجعه
فقط بلمسة زر نقرأ ( فلان أزال فلان )
فالتقنية قاسية لا تفهم لغة العاطفة ليبقى
لابد من إزالته وقد غادرنا روحاً وجسداً للأبد
نعم لدينا أُزيل .. ولكن أضيف لمجموعة مقبرته

كم يؤلمنا هذا الموت عندما يتخطف من حولنا
فهذا رحل بنوبة قلبية
وهذا رحل بمرض أصابه
وآخر رحل بحادث أليم

رحلوا جميعًا وبقيت رسائلهم
تحمل كلماتهم و( فيسات ) تعابير مشاعرهم
فيها تهانيهم .. وأدعيتهم .. ونكاتهم .. ومقاطعهم
كلها مازلت تحتضنها أجهزتنا وصفحات محادثاتنا

رحلوا وبرحيلهم أكدوا لنا أن الحياة مجرد محطة
ولابد أن نعمل لمثل هذا اليوم .. فالمغادرة بلاعودة

لن اتحدث بلغة مخيفة عن الموت ..
وأقول تنتظرنا حفرة بلا فرش أو نافذة او باب
بل اتحدث عنه بذكاء المؤمن الذي يؤثث قبره
مبكرًا في حياته بأعمال صالحة ويركز فيها على التي لا تتوقف أجورها حتى بعد مماته كما قال صل الله عليه وسلم :
” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم

ونتذكر أيضا مقولة نابليون بونابرت :
( يجب أن تحب الحياة وتعرف كيف تموت )

بلا شك الجميع يدرك معنى الرحيل ..
ولكننا نحتاج أن نذكّر بَعضُنَا به مناصحةً
لعل مُقصرً فينا يوفي .. ومذنبٍ غافلٍ يتوب

قال عليه الصلاة والسلام (كفى بالموت واعظا)

نسأل الله أن يغفر ويرحم موتانا وموتى المسلمين
ويجمعنا بهم في أعالي جنانه كما جمعنا في الدنيا

ويرحمنا ويغفرلنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه يارب

مقالات الكتاب