بحضورصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن ناصر آل سعود *انطلاق المؤتمر السنوي للفيدرالية العالمية للأصدقاء الأمم المتحدة وسط حفاوة إعلامية كبيرة*
10 أغسطس 2024
0
49599

محمد ابو زيد – ش ا س 

بحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود، انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي للفيدرالية العالمية للأصدقاء الأمم المتحدة، الخميس الماضي، تحت عنوان “الجهود الدولية للتنمية المستدامة”، والتي كانت محور جميع كلمات السادة السفراء والدبلوماسين والإعلامين والمفكرين والمؤثرين الذين حضروا المؤتمر .

في البداية أعرب الدكتور أيمن وهدان المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لأصدقاء الأمم المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، عن سعادته لهذا الجمع العربي الكبير، والذي ضم شخصيات عربية بارزة، لعبت دورا مؤثرا في المجتمع العربي، لافتا إلى أن أهداف المؤتمر هذا العام كانت تهدف في المقام الأول إلى دعم الجهود الدولية في تنمية الاستدامة في مختلف مجالات الحياة .

ومن جانبه قال صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود، في كلمته خلال المؤتمر، إن التنمية المستدامة باتت هى حديث العالم، من أجل إعادة البيئة إلى ما كانت عليه ، من خلال الاعتماد الأكبر على الاستدامة في كل مجالات الحياة
وأضاف “سموه” أن المملكة العربية السعودية من أوائل دول المنطقة التي حرصت علي تعزيز مكانة التنمية المستدامة، ولذلك نجد جهودًا كبيرة تبذل لتعزيز الممارسات المستدامة في مختلف القطاعات في المملكة اجيث تلعب الاستدامة دورا مهما في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة. تركز المملكة العربية السعودية على العديد من المجالات في جهودها لتحقيق الاستدامة، وكذلك فيما يتعلق بالبيئة، تعمل المملكة على تنويع مصادر الطاقة والاعتماد على الطاقة المتجددة. وتشمل هذه الجهود تنفيذ مشروعات كبيرة للطاقة الشمسية والرياح، مما يقلل من اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري ويحسن جودة الهواء، كما يعد مشروع نيوم هذا المشروع العملاق يعد واحدًا من أكبر مشاريع الاستدامة في المملكة حيث يهدف إلى بناء مدينة مستدامة تعتمد على الطاقة المتجددة وتعزز الحفاظ على البيئة، وكذلك محطة الطاقة الشمسية في القصيم: تعتبر هذه المحطة واحدة من أكبر المحطات الشمسية في العالم، حيث تولد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية بطريقة نظيفة وغير ملوثة.
وأشار “سموه” إلى أن هذه مجرد أمثلة قليلة وهناك العديد من المبادرات والمشاريع الأخرى في المملكة العربية السعودية التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة.كما تولي المملكة اهتماما كبيرا للحفاظ على الموارد المائية، حيث تم تنفيذ مشروعات لتحلية المياه وتوزيعها بشكل فعال، بالإضافة إلى تعزيز مبادئ الاستدامة في الزراعة والري بطرق توفر الماء وتقلل من التبذير. فيما يتعلق بالاقتصاد، تسعى المملكة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنويع قاعدة اقتصادها وتحفيز الابتكار والاستثمار في الصناعات البديلة والتكنولوجيا الخضراء. كما تعزز السعودية ثقافة الاستدامة في الشركات والمؤسسات وتشجع على تبني ممارسات أعمال مستدامة.

وأوضح”سموه” في كلمته أن المملكة تعمل على تعزيز الاستدامة الاجتماعية من خلال تحسين جودة الحياة وتعزيز المساواة وتوفير فرص العمل وتطوير التعليم والرعاية الصحية. تُعتبر رؤية المملكة 2030 مبادرة شاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية الاجتماعية والتعليمية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. على صعيد التوعية والتثقيف، تقوم المملكة بتنفيذ حملات توعية وبرامج تعليمية تهدف إلى نشر ثقافة الاستدامة بين المجتمع.

وفي كلمته خلال المؤتمر أكد الدكتور علي حسن الناقور مسؤولا للعلاقات الدبلوماسية الدولية، بالفيدرالية، إن دور التنمية المستدامة في تحقيق النهضة الاقتصادية بات واضحا ومؤثرا وذلك منذ الإعلان عن أهداف التنمية المستدامة في العالم من خلال قرار 70/1 للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان “تحويل عالمنا: أجندة التنمية المستدامة لعام 2030” في عام 2015. والتي تمثل خطة عمل للأفراد والمجتمعات نحو الازدهار، وفقاً لما ورد بالميثاق وبدأ التنفيذ الفعلي لهذه الأهداف في يناير 2016، وأصبح مفهوم “التنمية المستدامة” محركاً سياسياً عالمياً يوجه مستقبل الأمم الاقتصادي والاستراتيجي، فمن خلال أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المسئول، أصبح للإنسان تأثيرات ضارة بالبيئة، وهو ما عرَّض الأرض والأجيال المستقبلية للخطر.
وأضاف أنه كان قديماً، السمة المميزة للتنمية والازدهار في الدول هي التنمية العلمية والاقتصادية، غابت فيها المساءلة البيئية للسياسات والتصنيع والاستهلاك اليومي للإنسان لمئات السنين مما أدى إلى تفاقم الأزمات التي تتجلى في تغير المناخ وتآكل التنوع البيولوجي والتلوث وفقدان الموارد الطبيعية.
على صعيد آخر، لم تحقق جهود التنمية الاقتصادية والعلمية تلك تطلعات النظام العالمي والحكومات وعلماء الاجتماع عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشاكل الاجتماعية المزمنة التي تعصف بالعالم الذي نعيش فيه. حيث لا يزال الفقر والأمية والتفاوت في مستويات الدخل سائداً في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا النطاق، ظهر مفهوم “التنمية المستدامة” تدريجياً ليصبح في الوقت الحاضر الهدف والغاية الرئيسيين للأمم المتحدة والمجتمع المدني. حيث أقرت الدول وصانعي السياسات أخيراً بأن الوضع الحالي للتدهور البيئي يهدد بشكل خطير بقاء البشرية.
وعلى الرغم من أن هذا المفهوم قد تم تقديمه لأول مرة في عام 1972 على الساحة العالمية، إلا أنه قدم رسمياً فقط في عام 1982 كمفهوم واضح للمرة الأولى عندما قدمت اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية (WCED)، برئاسة برونتلاند، تقريراً تحت عنوان “مستقبلنا المشترك”. عرفت فيه التنمية المستدامة على النحو التالي: “التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة”.
وعلى هذا، تستند التنمية المستدامة إلى مفهوم مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ على الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدى قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة
ومن أهم مقاصد التنمية المستدامة تتمثل في :
– تسريع الجهود للحفاظ على الجنس البشري ورفاهية الأجيال المستقبلية
– المحافظة على التقدم الإنساني والحضاري الذي تم تحقيقه حتى الآن
– الحد من التدهور البيئي
– التقليل من تأثير تغير المناخ
– المحافظة على التنوع البيولوجي
– تعزيز إعادة توليد الموارد الطبيعية
– الحد من جميع أنواع التلوث
– التصدي للتحديات الاجتماعية مثل الفقر والأمية
– تسخير الابتكار والإبداع لخدمة الإنسان والطبيعة
ومن أهم فوائد الاستدامة هو العمل على تخفيض التكلفة المالية والاقتصادية طويلة الأجل للتدهور البيئي، مع إجبار خبراء السوق وصانعي السياسات على تضمين الأولويات الاجتماعية عند الترويج للقطاع الخاص والشركات، فضلا عن تغيير دور الشركات إلى أعضاء ملتزمين بيئياً بالمجتمع، والعمل على التأكيد نحو استدامة النمو الاقتصادي.
وخلال المؤتمر تم تكريم عددًا من الشخصيات العربية المتميزة في شتى مجالات الحياة، بوصفهم من الشخصيات العربية الأكثر تأثيرا، تقديرا لدورهم الرائد في المجتمع العربي في مجالات تخصصهم المختلفة، كما منحت فيدرالية أصدقاء الأمم المتحدة سفراء الكل في مجاله العديد من الشخصيات العربية البارزة الذين أعربوا عن سعادتهم لحسن التنظيم الكبير للمؤتمر الدولي المهم، وأعربوا عن أملهم في أن يتمكنوا من مواصلة جهودهم في خدمة المملكة وإثراء مجتمعهم على المستوى المحلي والعربي والدولي

والجدير بالذكر أن الفيدرالية العالمية هى منظمة عالمية لا تهدف للربح، ولديها اعتقاد راسخ بأن التعاوم الدولي بات ضروريا من أجل الحفاظ على السلام وتعزيز سبل الأمر والازدهار والعدالة في جميع انحاء العالم، كما تهدف الفيدرالية إلى السلام الدائم لتحقيق الأهداف الأساسية لهيئة الأمم المتحدة في سبيل العمل على ازدهار القيم الإنسانية الرامية إلى تعزيز قيم السلام حول العالم .

الأهداف الرئيسية للـ WFUNF كما تعمل الفيدرالية على نشر المعلومات لدعم وتحفيز شبكة عالمية من أصدقاء الأمم المتحدة لدعم مبادئ وبرامج الأمم المتحدة للمساعدة في تشكيل السلام العالمي وجدول أعماله.
تعتقد WFUNF أن القضايا الرئيسية مثل حماية البيئة ، والحرب على المخدرات ، والمساواة بين الجنسين ، والأمن الغذائي والحد من النمو السكاني ، والقضاء على الفقر ، والرعاية الصحية وحفظ الأمن والسلم وغيرها لا يمكن حلها على المستوى المحلي أو الإقليمي ، ولكن تتطلب مقاربة عالمية، وتأمل في تحقيق ذلك من خلال إشراك الأشخاص الذين يشاركونهم عقلية عالمية ويدعمون التعاون الدولي.

من أبرز الذين تم تكريمهم في المؤتمر
البروفيسور الدكتور تركي عبد المحسن كعضوا بالاتحاد الدولي لأصدقاء الأمم المتحدة، والسفير الدكتور علي الناقور ، والمهندس عباس حمزة البراهيم كسفيرا بالقيادة الناجحة ، والدكتور بندر الصقهان ، ورجل الأعمال راضي المنهالي كسفيرا للعلاقات الدولية وراضي العنزي كسفيرا والدكتور فهد باقطيان والمهندس ماجد الحريب والدكتور محمود بخاري والسيدتان رانيا قاسم ومريم عطا والدكتور محمد البراك والدكتورة منير صالح والدكتورة وعد والدكتورة حليمة عسيري والدكتورة مرام الشريف والدكتور اشرف المزعنن والدكتور سمير جاري والدكتور عبد الرحمن النجعي والسيد مهند المشعل والفنانة السفير الدكتور عمر الجاسر والفنان زيات محمود والفنان زياد السفياني والدكتور مأمون فتيني والدكتور غادة مكي وتغريد نبيل والسيد صالح ابراهيم والسفر علي العياشي والاعلامي أحمد نصار وغيرهم من الدكاترة والسفراء البارزين حول العالم

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com