بر الأبناء | د. رويدة إدريس
17 يناير 2018
0
81279

كنت ناوية اكتبلكم موضوع الْيَوْمَ مختلف بس لمن قريت الرسالة الي جاتني من احد الاشخاص خلت عيني تدمع بجد و فكرت هل احنا بنساعد ابنائنا على برنا ولا بس بنطالبهم بانهم يبرونا و نعمل عليهم سيادة و هما عبيد !!
ياريت كل واحد يقرأها و يقيم تعامله مع ابنائه و يسأل نفسه هل انا بار بأولادي؟
قبل لا نطالبهم بالبر فحب الاباء للأبناء فطري و حب الابناء للأباء مكتسب
أرجو من كل أب أن يقرأها بتركيز!!

الزوج : ألو أنا جى فى الطريق .. أجيب إيه و أنا جاي؟
الزوجة : و لا حاجة .. أنا جبت كل حاجة الصبح.
الزوج: أوك .. مسافة الطريق و أكون فى البيت .. جهزى الغدا عشان جوعان
الزوجة : حاضر
تركت الزوجة التليفون و نسيت تقفله و قبل ما يقفل الزوج السكة سمع زوجته و أبنه أنس يتكلموا
أنس : هو بابا ما سأل علي يا ماما؟؟؟
الأم : طبعاً يا حبيبى سأل عنك .. اصلاً بابا يحبك كثيراً
أنس : أنا عارف أنه ما سأل علي.. لانه لو هو يحبني كان علمني لعبة الشطرنج مثل ما طلبت منه
كل هذا الحوار والأب واضع التليفون على أذنه
.. اوقف سيارته واخذ يسمع .. سمع أبنه أنس يكمل حديثه و يقول لوالدته :
إنتِ عارفة السنة التي مضت .. أول ما الأجازة بدأت أخدت الشطرنج الذي كان جاني هدية في حفلة نجاحي و ذهبت له من اجل أن يعلمنى
و بعد أن علمني حركتين .. جاه تليفون و لبس و نزل .. !!
و لما رجع كان نسىى !!
عارفة يا امي مين الذي علمنى الشطرنج؟؟؟
.. والد هانى صديقي عندما عرف أني نفسي اتعلَّم
تحايل علي ليعلمني
الأم : طيب اخفض صوتك لان بابا قرب يوصل
((كل هذا الحوار و الأب يسمع في السيارة ))
أنس : عارفة يا امي أقولك على شي مهم .. عندما اذهب لصديقي هانى ويكون وقت مجيءابوه من العمل اجد هاني يستاذني دقيقة ليخرج ويسلم على والده ..
.. و اسمع من الداخل صوت والده الدافيء حضن هانــــــى فييييييين؟؟؟
ويرد هاني بكل لهفة : حضن هانى أهوووووو!!
.. و القاه داخل الغرفة يكمل لعبه.وبيكون والده شايله
.. تاثر والد أنس لماسمعه وهو بسيارته
.. قامت الأم بإحتضان أنس وقالت : مو كل يوم بحضنك وانت راجع من المدرسة ؟؟!

هنا سمع الكلمة اللى فتحت سيول دموعه .. و هو لسة قاعد فى السيارة
.. قال لها يا أمي : انا متعطش لحضن بابا
.. قالت له: يا أنس والدك يرجع من عمله تعبان ..
قال لها أنس: عارف و بيكون شايل حاجات كثير
.. و يدخل يكمل شغل و تليفونات فى البيت
.. سكت أنس لأن هو هذا الرد المعتاد
أنس: .. امي ممكن أخذ جوالك العب فيه حتى يوصل والدي بالسلامة
قام الأب بقفل خط الهاتف وأخذ يفتكر كلام ابنه أنس ومابين كل كلمة واُخرى تهتز مشاعره ويمر أمامه سؤال من غير اجابة
كيف مر من عمر ابنه ٦سنوات دون ان يفكر ان يحتضنه ؟؟
وقتها شعر انه من بحاجة لحضن أنس
فقرر شراء علبه شطرنج ووضعها في علبة هدايا ورجع للبيت وهو في حيرة كيف يتصرف ومن أين سيبدأ
ولكنه قرر أن يبدأ

ترك ورق العمل فى السيارة .. و لم يأخذ بيده غير شنطة الشطرنج ووقف عند باب منزله يتهيأ لم يفتح الباب بمفتاحه بل ضرب جرس الباب حتى يفتح أنس وهذا ماحدث وقف أنس ينظر الى والده وهو حامل شنطة الشطرنج فى يده .. ووجده يضحك وأمه تسال مين الطارق وهو يرد عليهاهذا بابا وعينه على شنطة الهدية وهو مابين حيرة هل هي هدية أم اغراض عمل والده
وقفل الباب وظل يمشي لغرفته وابوه مازال واقف عند الباب
وفجئة سمع صوت ابوه
حضن انوس فين ؟؟’
تسمر أنس في مكانه والتفت ليتأكد من سماع ما وصله
ويتسال : هل قلت شي بابا ؟
رد ابوه : بقول حضن انوس فين ؟؟
هنا صرخ أنس وركض بقوة لحضن والده وهو يقله اهوووه حضن انوس
واحتضنه والده بقوة وأخذ يقبله بقوة
و كأنه أول مرة يشوفه ..
خرجت زوجته من المطبخ .. وقفت مكانها وهى ترى زوجها شايل أنس ، و كأن الأثنين فى دنيا ثانية غير شاعرين بشيء
وظل الأب شايل أنس الى ان جلس وهو فى حضنه
قالت الأم : دقائق والغداء سيكون جاهز
أشار الأب لها بيده أنه لن يتغذى الآن ..
ومر الوقت وأنس بحضن والده الى أن غلبه النعاس وقليلاً نام الأب
لم يكن أنس المتعطش لحضن ولده فقط بل حتى والده كان أكثر عطشاً
واستيقظ أنس ووجد نفسه في حضن والده وتأمله وابتسم بفرح وانزوى بجسمه الصغير داخل احضان والده وأكمل نومه
وعندما استيقظوا كانت هناك حياة جديدة تنتظرهم يملائها الحب مابين الأبناء وابنائهم

(خلوا بالكم من تصرفاتكم مع أولادكم .. لا تجعلوا للغيرة من بيوت اصدقائهم توجع قلوبهم
متعوهم بأحضانكم ليعرفوا معنى حضن الأب والأم لأنهم ان لم يشبعوا من حنان البيت سيبحثوا خارجه
ولكن قد يدفعون الثمن غالياً للحنان الخارجي

د. رويدة إدريس


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com