Latest News
‘*بساطة زمان في كنف الوالدين*”
20 نوفمبر 2025
0
2673

 

طارق مبروك السعيد

يا سلام على تلك الأيام الجميلة والبسيطة.. أيّام يشبه صفاؤها صفاء أهلها، وتُشبه طيبتها طيبة من عاش فيها وذكر تفاصيلها.

عشنا في كنف الوالدين – رحمهما الله – متآخين مرتاحين؛ أحسنوا تربيتنا، وعلمونا على طريق المسجد، وعلى توقير الكبير، ورحمة الصغير.

اشتقنا لأيام الطفولة.. لِلّمّة العائلة، وحضور الأقارب والجيران، ولتلك الضحكة الصافية التي كانت تخرج من القلب بلا تكلّف ولا تصنّع.
ولا تزال في الذاكرة رواشين جدة، بمعالمها الفريدة ونقوشها العتيقة؛ موروثًا ثقافيًا وحضاريًا عريقًا، وشاهدًا حيًّا على جمال الزمن القديم وبهاء منازله..

وعلى الرغم من قسوة الحياة وندرة المال وقلّة الحيلة، كانت السعادة تسكن البيوت، والبساطة تملأ الأزقّة والطرقات.
وإذا مرض كبير العائلة، وجدت حوله الأيدي الحانية، والزوجة الصالحة التي تسهر على راحته، وتخفف عنه مرضه بصدق وإخلاص..

رحلت تلك الأيام، لكن عبقها ما زال يسكن الأرواح… تعود صورها كلما ضاقت بنا الحياة، فنتذكّر كيف كنا نضحك بلا أسباب، ونرتاح بلا تعقيد، ونعيش بين قلوب صافية لا تعرف زيفًا ولا ادّعاء.

يبقى الحنين لزمن الوالدين، وللمه، وللمحبة التي كانت تُعاش بسجيتها… حنينٌ يشبه الدعاء، نرفعه إلى السماء شوقًا لا ينطفئ، وامتنانًا لنعمة أيامٍ لن تتكرر.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com