بين البحر الأحمر والمد الأحمر .. بيئتك “خط أحمر” | الاعلامية نهى مندوره
21 نوفمبر 2016
0
116622

 

حضرت قبل فترة جلسة علمية عنوانها ” الأسباب الحقيقية وراء نفوق الأسماك في كورنيش جدة ” بحيرة النورس” والتي قدمتها الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز كلية العلوم قسم الأحياء و المتخصصة في البيئة البحرية تقنية طحالب بحرية د.فتون الصائغ وأدارها د. خليل الثقفي.
وصلتني الدعوة ليلة الجلسة وقد فكرت في الاعتذار، إلا أنني وبعد قراءتي للعنوان”نفوق الأسماك” بعثت بتأكيد حضوري تقديرا لأهمية الوعي البيئي و الذي تشابه كثيرا مع موضوعي الأخير الذي تم نشره بعنوان “يابخت مين بات معاق ولا بات معيق”. للحظة .. كنت سأختار نفس العنوان لهذه المقالة مع إضافة بسيطة (الجزء الثاني) ، فلا أعلم نهاية سلسلة المعاق و المعيق مع اختلاف بسيط بأن المعاق هنا هو نفسه المعيق. وهل يوجد أسهل من أن نلقي باللوم على من يعجز عن الكلام و الدفاع عن نفسه ؟!

“البيئة”

أخذت موقعي قريبا من المقدمة لأترك المجال للطالبات و الأكاديميات، وقد سرني ماوجدته من تنظيم وسررت أكثر بفتح المجال لطلب عضوية الجمعية السعودية للعلوم البيئية.

حقيقة لست هنا بصدد تقديم تقرير أو ملخص عما حدث في الندوة فقد تم التوصل إلى السبب العلمي و الرئيسي لظاهرة نفوق الأسماك وهي ظاهرة تدعى ب ” المد الأحمر ” *** كما أجمع الأكاديمين سواءا في علم الأحياء أو الجغرافيا والبيئة أو علوم البحار. بعد هذا الإجماع سخرت بيني وبين نفسي لهذه النتيجة مع أن الكتاب الذي قام بتوزيعه أحد الأكاديمين المتقاعدين والذي تشهد له المكتبات بإنتاجه العلمي في كل مايخص علوم البحار يؤيد ماقيل. أخذت حقيبتي وخرجت من القاعة لأطلب من السائق الحضور فقد أخذت الخلاصة بعد الساعة الثانية، ولحسن الحظ جائني اتصال مطول لأرد عليه و-كان المتصل يعتذر عن سوء فهم حدث بشأن موضوع متعلق بعمل بيني وبينه حاول توضيح أسبابه- إلا أن ماحدث في القاعة فجأة شتت من تركيزي أثناء حديثي معه لأستأذن منه بطريقة لبقة و قد تعالى وأعتذر بأنني في محاضرة هامة بعد أن كنت سأغادر القاعة لأفاجأ بصوت أحدهم في أحد المداخلات بدخوله للمشاركة مقتحما حالة السكينة و السلبية والتسليم بالأمر بعد قرار المحكمة العلمية على “البيئة” بحكم الحبس الانفرادي بعد التهمة الموجهة اليها بإراقة دماء البحر الأحمر مع سبق الإصرار و الترصد واستخدامها لسلاح ” المد الأحمر”؛ اعتلى صوت هذا الأكاديمي ذو المنصب السابق ليعلن عن اعتراضه على إلقاء اللوم كلية على البيئة دون توجيه الاتهام لأكبر مدمر للبيئة وانضم إليه مسؤول سابق، تلاه أكاديمي متقاعد وقد اجمعوا على أن هناك مسئولية عظمى تقع على عاتق أكبر مدمر للبيئة و مخرب “

“أنت”

نعم “أنت”!

أخاطبك أنت

أنت يامن تقرأ السطور … “أنت” سواءا كنت مواطنا مستهترا أم مسئولا مقصرا. أما إن كنت رجل أعمال فالمصيبة أكبر، فلا تتخذ من طبيعة البلد و تضاريسها الجغرافية حجر عثرة في طريق مشاريعك لتتجاهل الضرر الذي ألحقته و ستلحقه بأجيال لاحقة.

فبعدما نزل سيدنا آدم عليه السلام إلى الأرض لعمارتها، جئت لتدعي الخلافة و إكمال العمارة في الأرض بإلحاق الضرر بها وبمن عليها جوا وبرا وبحرا.

طوال القرن الماضي كانت ومازالت جميع الدول تتجنب الوقوع في حرب عالمية ثالثة، لنجد بأنها تتفشى من داخلنا كخلايا سرطانية خبيثة،حربا كيماوية وبيئية تغتال صحتنا وبيئتنا و مستقبلنا ولن نستيقظ لخطرها إلا بعد ماتنهار “لاسمح الله” الأرض بمن عليها. لنعلن عن خطر بيئي مدمر سببه غضب الله علينا أو المعاصي التي ارتكبناها ومازلنا نرتكبها.

أتمنى أن نطلع وننشر الوعي البيئي من خلال وثائقيات القنوات المعروفة بمهنيتها أو القنوات العالمية الإخبارية للتعرف على الخطر اللاحق بالكرة الأرضية نتيجة التلوث البيئي والاحتباس الحراري. حتى لا نتهم الخارج بشن حروب علينا في حين أننا نحارب أنفسنا بأسلحتنا.
نداء استغاثة أوجهه لكل من يمكنه مد يد المساعدة لانتشال حياتنا وبيئتنا من خطر الجهل ، بعيدا عن الدعاية و الإعلان والظهور الإعلامي في يوم الأرض و مهرجان البيئة و ساعة الحياة. كل من يريد مساعدة البشرية فالبيئة لاتحتاج نجوماً يلمعون أسمائهم بها بل تحتاج “إنساناً” يقدر قيمتها ويعرف كيف يحميها!

*** – إن كنت فعلا مهتما بالأرض التي تعيش عليها والبيئة التي يفترض أن تكون من أولى اهتماماتك يمكنك التوجه إلى “عمو جوجل” وقراءة المزيد عن هذه الظاهرة.

الاعلامية نهى مندوره 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com