تحتمس الثالث
23 أغسطس 2021
0
44352

 

بقلم :الدكتورة سمر عبد العظيم

“هذا ليس قدرك صدقني!!” جاءت كلمات إست وهي تحنو علي وجهه وقد احتضنته بين كفيها
كم كان يافعا وجميلا اتسعت عيناه كأنها تستطلع الغد وبشراه، كانت تفوح منه رائحة عطر الرجال فبدا أكثر ذكورة من سنه. كان كسمه يافعا له خصر يبدو نحيلا اذ قورن بمنكبيه العريضين. كانت هيأته هيأة محارب مكتمل البناء الا عن رأسه الحليق التي كانت مألوفة بين رجال الدين.
كان تحتمس الثالث قد انضم الي كهنة المعبد بعد ان فقد كل أمل له في توالي عرش مصر
ليت أمه إست تفقد الأمل هي الأخري فتتركه فيما إختار له الاله رع. ما أدراها هي بقدره؟ لم لا تريد له الرضاء بواقعه الذي يمليه عليه نسبه الغير ملكي. فهو ابن المحظية كما كانوا ينعتوه في صغره. لم لا تريده أن ينخرط في حياة الكهنة ويلتحف بسيف الدين ساعتها ستطال يده مقاليد اتخاذ القرار في مصر.

“اسمعني يا ولدي ستكون أعظم من حكم الصعيد والدلتا فقط ان صدقت في نفسك وفي”

اختفت إست عبر بوابة المعبد الكبير وتركته ليغرق في تفكير عميق:
أعلم ان في هذه البلد لا سطوة أشد عزما من سطوة الدين، فهي الطريق الوحيد لتقلد مقاليد البلاد. ساريك يا أمي كيف تدار هذه اللعبة.

كان يوما جديدا اكتسي فيه معبد الاله أمون بالفرحة لاستقبال ملكة الأراضيين وفي موكب جنائزي لا مثيل له حُمل تمثال الاله عاليا ليجوب الحضور تبركا حتي وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون) ، أمام كاهن صغير، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك

وسط ابتسامات مكتومة بين الكهنة عليَ الهتاف أن بورك هذا الكاهن الصغير نبؤة توليه العرش وأن ما حدث ليس الا اشارة من الرب أن هذا الصغير تحتمس الثالث هو الفرعون القادم.

ابتسمت حتشبسوت ضامرة الهزيمة ولسان حالها أنها ما خسرت الا معركة ولم تخسر بعد الحرب. أعجبها ذكاء ذلك الصغير تحتمس وكيف أنه لعب لعبتها القديمة حين أشاعت بين الناس انها نتاج لقاء حميم بين الاله وامها فأضفت علي نفسها قدسية ماتت امامها مبررات الكهنة لعدم توليها العرش لأنها امرأة.

خرجت الملكة من المعبد وفي يدها من ستصبح فيما بعد الوصية عليه.
“احذري يا حبيبة رع من القادم فقد اصبح موتك جائزة يطمح اليها الجميع. أخشي عليك من ثوبك ان لاصق جسدك ومن رشفة ماء تبتل بها العروق”
تحدث سننموت وقد بدا القلق على ملامحه “بوجود هذا التحتمس على مشارف العرش أصبح لا يحجب عنه التاج الأحمر الا حياتك مولاتي”
وضع سننموت يده اليسري على صدره في اشارة الي قلبه القلق وكأنه يدعوها لترفق بحاله فليس هناك أكثر ايلاما من نزاعات قلب محب يعتصره القلق
مدت يدها في هدوء الى اليد المبسوطة علي صدره فاراحت كفها عليها وهي تنظر في عينيه كمن يبحث عن عزيمة دفنت وسط الخوف “سننجو يا سننموت”

انتفض جسده وقد تنبه أنه ولتوه قد شهد اول لمسة يد ممن أحب حتي الثمالة، كانت لمسة زارته في الأحلام من قبل مرات ومرات ولكنها جاءت وقد خنق الفؤاد الفزع علي فقدها.

يبدو أن ماهو آت يحتاج لرجل رشيد ليصد عن الملكة ما قد يحاك ضدها من مؤامرات وسننموت يمتلك تلك الحكمة
سننموت_و_حتشبسوت


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com