تعلموا من رحابة السماء | منى الزايدي
18 ديسمبر 2020
0
67122

اتسعت السماء ورحبت أمتدادا في ذلك الكون الفسيح، هنا قمر يغازله الظلام لجماله وهناك شمس تقبل ثغر الصباح بروعة إشراقتها وتلك سحب تعانق نسائم البشائر، في حديث أنا من أغازلك فيه وحرفي من يقبلك به أيتها السماء الحرية الأمتداد رائعة ياسماء رحبة بلا حد وحدود مرسومة سبحان من صورك بلا عمد ..

لحظة صفاء ووقفة تفكر سوف تعيد الترتيب في داخلنا فكل شئ وجد في صفحات الحياة لا بد أن تكون لنا فيه حروف تعلم وسطور من التغيير وأوراق من التبدل وصفقات من العبر والأعتبارات.

أتسع  الكون وأمتدت السماء وكانت رائعة في رحابتها ، وضاقت الصدور وتألمت القلوب وأمتلأت الحياة بغازات الأنفعالات التي تترك أثر وتأثر في تلك النفس البشرية ، غضب وعبوس وعنف كلام وصراخ يكسر زجاج القلوب ألما ويجرح بلا رحمة ولا تردد..

حلت أربطة العقول في أزدحام ضغوط الحياة وضيعت مواطن الرقي والأسلوب في عاصفت غضب عابرة وخسرنا نفوس جميلة كانت لنا الدرع الحصين ضد أزمات الحياة والآن هم مجرد خيال لاوجود له ..

للأسف الذي يليه الأسف وكل الأسف نحن عاجزون عن أن نتعظ ونوعظ بكل ما يمر بنا ، كانت رحابة السماء هي مضرب الجمال لنا ولكننا ! لم نتوقف قليلا عند أروع صفة وهي ” الرحابة”  فلم نتعلم سوى الجمال من السماء فلماذا لا نشرع في داخلنا مدارس من الحياة ومن هذا الكون حتى نتعلم بحروف الجمال مايغير فينا ملوثات أستعمرت داخلنا ..

من هنا أنقل لكم حروف ميزانها ووزنها وكل كفات ميزانها
( تعلموا من رحابة السماء،  أجعلوا قلوبكم رحبة تتسع للجميع وتخاطب الكل وتفتح بمفتاح الصبر ، فمهما تقلب الزمان وتغير البشر وأقفلت الحياة أبوابها أمامنا ، يظل الصبر ورحابة الصدر هي ذلك المنيع والمتنفس الذي لايضيع طريقه ولا يخيب كل من كان هو مسلكه وسلوكه في هذه الحياة )

ثقوا أن الحياة سوف تتسع بعد ذلك الضيق بإذن الله، وثقوا بأن العقول والنفوس التي كان نصيبها التجاهل والتغافل بالأمس وكنت سيد رحابة صدرك معها سوف تعود لتقدم كل قبلات الأعتذار وتقف عند باب قلبك تقدم لك حروف الرجاء والندم ..

حافظوا على إتزان قلوبكم وزنوا عقولكم بميزان التأني والحكمة في كل لحظات حياتكم حتى لا تندموا وتتعثروا في العودة والوقوف مجددا ..
ميزان رحابة الصدر هو الميزان الذي لن يخذلك في وقت تخذلك فيه الحياة وتضيق عليك ، أو في وقت مواجهتك لعقول صغيرة تحاول أستفزازك بسوء ماعندها لتلقي بك في وحلها .

كاتبة تنقل لكم بحرفها وهمسها مايسكن القلوب ويغير النفوس وقبل ذلك إنسانة تقدس رحابة الصدر بلاحد في ذلك الواقع ومع أولئك البشر وتلك العقول التي تعد هي الدواء المثالي في علاجها

منى الزايدي – كاتبة سعودية


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com