تلك الأيام
31 أغسطس 2020
0
82170

 

تشابه الأيام وتتشابه المواقف

فما أشبه اليوم بالأمس

الدنيا لا تتغير..

ولادة ووفاة، لقاء ووداع، اجتماع وفراق

وما بينهما من أحداث على هامش الحياة!

نحن من يتغير..

نحن من ننضج، نتقبل أو نسخط

نقرر يوما أن نكون شمعة تحترق من أجل الآخرين..

وياتي يوم آخر ونحرق من حولنا بمشاعر الغضب أو الحقد أو الغيرة..

لنفيق يوما ولا نبالي!

نهيم ليلة فوق السحاب ونحلق عاليا في سماء الفرح

حتى يصبح ذات الشيء الذي أسعدنا نقمة علينا ومصدر عناء وشقاء..

لم يتغير!

ولكننا ما عدنا ننظر إليه أو نشتهيه كما كنا من قبل..

نتبدل في مشاعرنا وأفكارنا واعتقاداتنا

ونلوم الأيام والزمان والأشخاص

والحقيقة، أن التاريخ يعيد نفسه

والماضي هو الحاضر وسيصبح في يوم المستقبل..

نقرأ في كتب التاريخ ونقرأ الروايات ونستمتع إلى القصص

فإذا بكل قصة هي فصل من قصتنا..

وكل شخصية تحمل من أرواحنا شيئا..

وكل نهاية تمثلنا..

وكل بداية نسعى لخلقها..

نعتقد بأننا مختلفون

بأننا الأفضل

بأننا لم نولد بعد

ولكن نكتشف أننا ولدنا منذ ألوف السنين..

وأننا نتغير بتعاقب الليل والنهار

والكون هو الباقي..

المبادئ تتبدل!

فنستسيغ ما كنا نرفضه

ويغضبنا ما كنا نقبله

ويتعبنا ما كنا نتحمله

نصل إلى حقيقة واحدة..

أننا نعيد فعل كل من سبقونا

ونفغل كل شيء انتقدناه

ونخطئ ذات الأخطاء

حتى نصل إلى يقين

بأن كل شيء نسبي..

وأن كل شيء ما خلا الله باطل!

 

د. ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com