لواء م / طلال محمد ملائكة
لا أعلم لماذا أشعر بالحزن والمرارة حينما تردني تلك الرسائل التي تنتقد الخطوات الجبارة والجميلة التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ( الشاب الشجاع والذي وعد بأن تحظي المرأة في الوطن بحقوقها الشرعية والإنسانية). ولكن حينما أراجع تاريخ تلك الأيديلوجيات المتخلفة تاريخيا لا أستغرب ذلك التفكير ومحاولاتهم البائسة في كسر ونقض خطوات البناء التصحيحية التي تقوم بها حكومتي.
أليس ذلك الفكر هو من حارب تعليم المرأة من قبل ٦٠ سنة ( نفس فكر الطالباني)؟ أليس ذلك الفكر من حارب عمل المرأة في الأسواق التجارية وانتفض لذلك؟ أليس ذلك الفكر هو من رغب في فصل المرأة عن الصلاة في صحن الطواف؟ أليس ذلك الفكر هو من يرى بأن المرأة فقط متاع للرجل؟ أليس؟ أليس؟ أليس؟.
الكارثة الكبرى حينما تردني رسائلهم وتشير إلى أن خطوات تمكين المرأة هي خطوات للتمكن من المرأة (قاتلهم الله ). أنهم يفكرون بنفسهم المريض وعقليتهم المريضة. كيف لهم أن يقذفوا نساء المسلمات بعدم العفة والطهارة! الحقائق تصدمهم وتزعزع قاعدتهم الشرعية والنفسية.
صنفت أولئك الكارهين لتمكين المرأة من حقوقها إبتداءً من ( قيادة السيارة والعمل العام … إلخ) بأنهم في الغالب يقسمون لثلاث أقسام:
١)- القسم الذكوري.. للأسف معظم الرجال في محيطنا العربي يتعاملون مع الأنثى من منطلق فكر ذكوري مترسخ من منطلق عادات وتقاليد بائدة لم ينزل بها سلطان.
٢)- القسم الديني والذي ينطلق من مفهوم ديني خاطئ بأنها متاع من الدنيا، (خير متاع…إلخ) وأنها لا تصلح للقيادة وتولي المناصب ( خاب قوم …إلخ). ارجعوا للموروث الديني.
٣)- القسم الإمعة والذي يتبع دون وعي وإدراك بحقائق الدين والحياة الواقعية، و قيمة المرأة التاريخية ومساهماتها الرائدة في جميع حضارات الإنسانية.
متي نتخلص من هذا الفكر الذكوري المتخلف المسيطر ونعلم أن النساء بشر، لهن أحاسيس ومشاعر وفكر وقيم ومبادئ، وأن لهن دور حيوي ورئيسي في تنمية المجتمعات وفي مختلف أنشطة الحياة، ( السياسية والدينية والعلمية والاقتصادية).
ملاحظة هناك منهن من يشهد لهن التاريخ بأنهن أفضل من ألف رجل، إبتداءً من سيدتنا عائشة (رضي الله عنها)، وليس إبتداءً بميركل، ( رئيسة وزراء المانيا والتي انتهت قيادتها لبلدها لمدة ١٦ عام يوم أول أمس).
المطلوب: من تلك الفئات الثلاث التوقف عن التشكيك في عفة الطاهرات النقيات من نسائنا، وإذا كان لديهم شكوك فأن ذلك يعود لهم ولتربيتهم السلبية، ( من غرس حصد… إبتداءً من هروب فلانة وعلانة … وانتهاء بمشاهدات بعض قليلات الأدب في المناسبات العامة.. جميعهم بضاعة آبائهم ) .
This site is protected by wp-copyrightpro.com