تهيئة النفس لمصاعب الحياة | طارق السعيد
09 مايو 2017
9
161766
توقفت عن الكتابة لفترة بسبب ظروف آلمتني أتعبتني ذهنياً ونفسياً وجسدياً !!
وبسببها أصبحت شارد الذهن مشتت الفكر , وكل ما حاولت اسطر الكلمات ينتابني شعور غريب يتخلله بعض الملل والركود .. وفي نهاية الأمر أجد أن لدي مواضيع كثيرة حبيسة أدراج مكتبي مدونه بهواجس الحياة تنتظر لحظات لصفاء الذهن ورواقة البال !
حاولت أن أصفي ذهني وأجمع أحاسيسي وأفكاري لمخاطبة العقول الرزينة, وخصوصاً من عاتبني من الزملاء ومن بعض القراء عن توقفي المفاجئ عن المقالات !
عقدت العزم بأن أرمي كل همومي خلف ظهري وأتغلب على صعاب الأمور والتركيز فيما أحب وأريد . وحقيقة تعد الكتابة “بلسم شافي” لي أُعبر فيه عن ما في داخلي من معاناة  .. 
كل منا لديه الكثير من هموم الحياة ومن الطبيعي أن نواجه العديد من العقبات والصعوبات في حياتنا اليومية بسبب بعض الأمور قد يكون أسبابها القوية متعلقة بجهة العمل، مثل النقل القهري لمنطقة أخرى وبحوافز تكاد لا تذكر, وقد نجد بعض الوعود بتقديم الحقوق المكتسبة من نظام العمل إسوة بباقي موظفي الدولة , ولكن في واقع الأمر هي وعود عرقوبية “كالسراب” يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا !
نعم .. حياتنا اليومية فيها نماذج كثيرة من الأفراح والأحزان والسراء والضراء, ومن بديهيات الحياة أن نكون عرضة للضغوط النفسية وبصورة تكون مؤلمة لنا وللقريبين منا !! 
لاشك أن الحياة مليئة بالمفاجآت، فلا ندري ما يحصل لنا من خير، أو ما يداهمنا من شر ! والواجب علينا تهيئة النفس لاستقبال ضغوط الحياة السلبية والقرارات الوليدة اللحظة, وهي تعد من أصعب الأمور التي نواجهها وخصوصا إذا لم تكن مقننة وليس لها أبعاد أخرى .. 
أخيراً يجب علينا أن نتكيف مع الظروف وأن نضع ثقتنا بالله, وأن نجعل كتاب الله نبراسا نسير بهديه وأن نحتكم في صعاب الأمور وعسرها لكتاب الله وسنة نبيه المنصوصة في ديننا الاسلامي الحنيف، الذي لم يترك في ذلك شاردة ولا واردة إلا بينها وأوجزها، ولم يترك التشريع للناس ليعملوا ما بدالهم !
عَنْ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ : كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : ” يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكُ كَلماتٍ : أحفظ الله يَحْفَظْكَ ، أحفظ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سَأَلْت فاسألِ الله ، وإذا استَعنْتَ فاستَعِنْ باللهِ ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله لكَ ، وإنِ اجتمعوا على أنْ يَضرُّوكَ بشيءٍ ، لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ الله عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفُ ” [ رواه الترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنَ صَحيحٌ ] .
وقال تعالى: ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا))[التوبة:51]،
وقال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : 
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم . 
طارق مبروك السعيد / الخبر 

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com