إن الراصد إلى توجهات الدولة في الفترة الأخير يجدها تعمد إلى توطين تقنية المعلومات وتطويرها ونشرها بهدف إنتاج تقنية محلية ملائمة لأوضاع الدولة الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى ضمان استقلالها وعدم تحكم الآخرين بوسائل تعليمها وإنتاجها وإدارتها وجيشها وأمنها وغير ذلك، وفي البداية نلقي الضوء على تعريف عملية توطين التقنية هي ” العملية المنظمة التي يتم من خلالها تنمية القدرات الوطنية كي تساهم بفعالية في التطوير المعرفي محلياً وعالمياً من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية محلية منافسة تساهم في التنمية الاقليمية والعالمية وتخفف الاعتمادية على الاقتصاديات الاخرى وتكسب المجتمع ميزة تنافسية سياسية واقتصادية وثقافية، وتحرص المملكة على تبني سياسية نقل وتوطين التقنيات كجزء من استراتيجيتها التنموية.
إن التقنية أكبر من كونها مجرد آلات ثابتة أو متحركة إذ أنها تتضمن نظاماً معقداً وتشعباً تظهر فيه جوانب ثقافية واجتماعية وفكرية وسياسية واقتصادية، فلا يتم انجاز المشاريع والصناعات العملاقة إلى بالتقنية المتقدمة، ويجب أن يكون للخبرة الوطنية دور ملموس في انجاز لتلك المشاريع.
إن التحول إلى مجتمع المعلومات ولامعرفة ليس قاصراً على الإمكانيات المادية من أجهزة وتقنيات وبرامج وأنظمة بل يتعداه إلى الجانب البشري والذي يعتبر الأساس في عملية التحول، ويحتاج المجتمع إلى قوى بشرية ذات خبرات مميزة يمكن توظيفها لتطوير البنى التحتية والتطبيقات ومن ثم استخدامها بطريقة ذكية ومبتكرة، والمملكة بحاجة ماسة إلى تطوير طاقتها البشرية الوطنية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات لتوجه التحديات التنموية القادمة وكذلك لتواجه المنافسة القادمة من الخارج والتي تأخذ أشكالاً متعددة من تصدير الاحتياجات التقنية إلى الدول الأكثر تنافسية في القوى البشرية المؤهلة إلى استيراد هذه القوى لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الاتصالات وتقنية المعلومات ومن ثم إنشاء نوع من الحركة في سوق العمل لجهة توطين الوظائف، إضافة إلى ذلك فإن تأهيل القوى البشرية لإنتاج واستخدام التقنيات الحديثة سينعكس إيجابياً ليس على قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات فحسب بل على باقي القطاعات المستفيدة الأخرى فحين يصبح العاملون ممكنون من استخدام التقنية بطريقة ذكية لإنجاز مهامهم سيؤدي ذلك إلى تحسين في أداء وإنتاج وكفاءت المؤسسات والشركات وسينعكس بشكل إيجابي على القطاع الاقتصادي
مقترحات تساهم بشكل فعال في تطوير توطين تقنية المعلومات، منها التدريب للجميع، فمن منطلق الإبداع والإبتكار في جميع المجالات لابد من تدريب جميع المعلمين والمعلمات والموظفين على مستوى المملكة على أليات التفكير الإبداعي والتطوير والمجالات الفنية والإدارية والقيادية والاستراتيجيات، وتقنية المعلومات، ومن المقترحات أيضاً فرض نسبة سعودة عالية على الشركات كشرط لحصولها على مشاريع حكومية، وتطوير التقنيات المستوردة كوسيلة لتوطين التقنية وعد الاكتفاء فقط باستخدامها بصيغتها الجاهزة، فقد ثبت ذلك من تجارب كثير من الدول التي نقلت التقنية إليها عن طريق تطويرها حسب حاجاتها، مبادرات لنقل التقنية في مجالات محددة عن طريق تأسيس مبادرات محددة بالشراكة مع جهات عالمية لنقل تصنيع تقنيات محددة في الاتصالات وتقنية المعلومات، مدعوم من قبل الدولة
This site is protected by wp-copyrightpro.com