مصطفى يحيى عيسى
مدرب ومحاضر دولي معتمد
الحياة مليئة بالمتغيرات والظروف منها ما يدفعنا إلى الأمام ويسعدنا لدرجة أن نعانق الثريا ومنها ما يدفعنا إلى الحزن والإحباط وخيبات الأمل.
لذا قررت أن أصول وأجول في ذكريات قد مضت لأبحث كيف استطعت أن أتغلب على هذه المواقف وتلك الذكريات و العثرات والأزمات بل وكيف كانت سعادتي في لحظات أخرى كثيرة ، وأخيرا وجدت بغيتي وأدركت أن الإنسان يكفيه في هذا الحياة “صديقا وافيا” .
الصديق كما قيل ” الصديق كالصحة لا تعرف قيمته إلا بعد زوالها أو عطبها” وقيل فيه أيضا ” الصديق الحق هو من تتكلم فيسمعك وتصمت فيفهمك” لا يمثل لك عبء إضافي تكفيه ابتسامة تلوح في عينيك ولحظة سعادة تعانق ثغرك.
الصديق الحق يمنحك القوة وقت ضعفك والحكمة وقت تسرعك والبسمة وقت حزنك والتفاؤل وقت جزعك ويأسك.
هذا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع النبي صلي الله عليه وسلم في الغار والنبي قد أنهكه التعب فنام على قدم أبي بكر الصديق وفي حالة من السكون يلدغ أبا بكر ثعبان فيشتدد به الألم ولا يحرك ساكنا خشية أن يوقظ النبي صلي الله عليه وسلم من نومه حتى تسقط دموعه من شدة الألم فوق وجه النبي الكريم فيسأله نبي الرحمه فيحكي له أبو بكر الصديق ويخبره أنه قد آثر الألم على أن يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فينفث النبي صلي الله عليه وسلم في مكان الجرح ويدعوا له فيبرأ مما أصابه.
الصديق رأي من التعب والشدة والمحنة على صديقة فاستقبل الألم وكتم الدمع وتجاوز عن أمل البقاء لا لشيئ إلا أن يرى صديقه وقد تمكن من الوقوف واستكمال الرحلة وتمام الرسالة.
الصداقة قوة لا مثيل لها ، شريطة أن يكون مبناها النزاهة ووقودها المحبة وذروة سنامها التجرد ، والصديق الحق ربما يكون أخ أو زوجة أو ابن أو أخت أو صديقك رافقك في كل شيئ وافترق عنك فقط في اسمك وكنيتك.
أحبتي إبحثوا عن الصداقة الحقيقية فإن وجدتوها فلا تفرطوا فيها أبدا ودافعوا عنها حتى أنفاسكم الأخيرة، فإن عاش الإنسان بلا صديق ،مات بلا توفيق”
This site is protected by wp-copyrightpro.com