حقيقة الرجل …!! د. وفاء ابوهادي
21 أكتوبر 2021
33
306108

 

الملامح الصارمة والصوت القوي والوجه الجامد أحيانا .
تفاصيل كثيرة تخص هذا المخلوق المسمى بالرجل ليس بالضرورة سردها .
المهم في موضوعنا أن نلج إلى عالمه ، نتعرف عليه أكثر ، نفتح تلك الشفرات التي قد تظنها بعض بنات حواء من سابع المستحيلات .

هذا المخلوق الذي صُبغت عليه صفات القوة والتحمل والصبر وعدم المبالاة  والشدة ، هل حقيقةٌ هذه الصفات ؟؟!
أم أنها مجرد حالات معينة تستلزم منه أن يكون بإحداها ؟!!

سيدتي الأنثى : أهمس في أُذنك أن حقيقة الرجل طفل
نعم طفل .. تستطيعي أن تجتذبيه إليكِ بما تمتلكيه من حنية وحب وعاطفة خصك بها المولى عز وجل وتأكدي أن المرأة الذكية هي من تستطيع فك تلك الشفرات لزوجها بأن تكون الملاذ الآمن لتأثير الدنيا عليه ، وتكون البلسم الشافي له بدأً
بالأوجاع التي تعصف بداخله ويحاول أن يداريها ويتصنع بوجهه القوة والتحمل ..
ونهاية بإمداده بطاقة ايجابية يجابه بها كل تلك العواصف المتتاليه عليه

سيدتي : من نعم الله أن جعل بين الزوجين مودة ورحمة وهذا ما يجعل للمرأة دورها في تنمية هذه المودة والرحمة بما تنشره على حياة شريكها وبيتها من حب واستقرار وخلق أسباب السعادة ليكون جنة لهم ، ولتكون أدواتك الكلمة الطيبة إلى تلك الإبتسامة الحانية وانتهاء بالإحتواء الكامل له وقيامك بدور كل النساء في حياته من أم وأخت وزوجة وحبيبة .

فالرجل مهما كبر وتقدم بالعمر يحتاج لتلك اللمسات الحانية من شريكة حياته ، فلا يغرك ذاك القناع الذي يرتديه ليظهر قوياً واقفاً لا تؤثر فيه تقلبات الحياة .

إنه يتشبث بذاك القناع ليظل في نظركِ ذاك السند الذي تحتمي به ويحمي مملكتك وأسرتك .
يتمسك بذاك القناع ليكون الجبل الذي يرسي بوتده جوانب مملكتك فلا تؤثر عليكِ ولا على أسرتك شاردة أو واردة ، ذاك التحمل والتحامل على نفسه من أجل توفير لقمة العيش والحفاظ على حياتك وحياة أولادك ، فيتحمل تلك الصفعات والنكبات والديون ولا تعلمي ما يحمل بداخله من فوضى وضوضاء وضجيج من جوانب عديدة ، ويحاول أن يقفل عليها باب صدره ليعود إلى بيته متصنعاً الصلابة والقوة.

كوني الملينة لتلك الصلابة بإستقبالك الحار بكل ما تملكين من أدوية مهدئة فإبتسامتك المليئة بالفرح بحضوره إلى تلك الكلمات الحانية التي تربت على قلبه المتعب
ومن ثم لا تنسي تهيئة منزلك من نظافة وإعداد ما يشتهي من طعام ، تأكدي أن كل رجل يحب أن يأكل من يدي زوجته لا تلك العاملة التي أصبح لها وجوداً كامل في المنزل ، وحذاري ثم حذاري من فتح ملفات التحقيق عن أين كان ، وماذا عمل ، ومن قابل ؟ أو التذمر من الحياة وقصور بعض المتطلبات .

لا تكوني الجانب المكسر لمجاديف الحياة مع شريك حياتك ، استشعري إحساسه بأنه يبذل جهده لإتمام متطلبات الحياة و إسعادكم ، وأشعريه بذلك فهذا كفيل براحة نفسية لا تتصوريها بداخله .

ولا يضر التنازل عن بعض الكماليات التي وجودها تزيد من عنائه وتفكيره في توفيرها وحتى وإن وصل الأمر إلى المتطلبات الضروية فتحمل بعضكم سيهون الكثير ويحول الاحتياج إلى رضاء وقناعة بالموجود.

سيدتي : الحياة تحتاج لتنازلات لا تضر في أعمارنا ولكنها تنفع في بناء بيوتنا ومن نتائجها ثمار تربية سوية لأطفال ينشئون على المحبة والإحترام والتكافل الأسري ، ولا تنسي أن بجانب معاملتك الطيبة لشريك حياتك ترفعين من درجتك عند الله عز وجل فطاعة الزوج من طاعة الله .

وأؤكد لك أن تعاملك اللين سيجعل منه ليناً محباً وسهلاً مُسلم لك مقاليد قلبه وحياته ، فاحرصي على نعمة وجوده وارفعي دائماً من معنوياته وافتخري به بين أهلك وصديقاتك فهو يستحق وأنتِ تستحقي أن تكوني ملكة قلبه ، ولا تُقللي من أهله ومكانتهم أو تكوني سبباً في منعه منهم أو قفل باب تواصله وعطاء خيره عليهم .
فهذا باب وراءه عواصف عاتية تكسر مكانتك بقلبه وتزرع البغضاء في قلوب أولادك الذين ليس من الصواب أن يسمعوا ما لا يليق بأهل أبيهم فهم امتداد لهم .

والأهم أنه قد تكون المعاملة بالمثل لأهلك فاحذري من إشعال ناراً قد تصيبك أنتِ أولاً ، وأبني أواصر المحبة والقربى مع اهله لتنعمي براحة البال وترفعي من رصيد محبة زوجك لكِ
كما أن هذا السلوك يعكس تربيتك فاكسبي دعوة لكِ ولأهلك بحسن التعامل ، واعينيه على اجتياز اختبارات الحياة المتعبة وكوني له السند وقت وقوعة ، والقوة وقت ضعفه ولا تشعريه بفضلك اتجاه أي موقف كان يحتاجك فيه فامتنانه لك سيكون على هيئة أفعال وصونه لعشرة أنتِ أساسها .

فكوني ذاك النموذج من الزوجة الصالحة التي هي خير الدنيا والآخرة لابنتك وابنك فغداً ستكون أم رائعة مثلك وكذلك ابنك سيكون أباً رائعاً صنعته أماً مثالية من واقع أبيه

وبهذا تُبنى المجتمعات بأساسيات أسرية سليمة ونفسيات متوازنة للأبناء فانتِ أيتها الأنثى اساس هذا المجتمع
والجندي المجهول لنجاح ذاك الرجل الناجح والمتألق بنور من تعطيه من نورها بإستمرار وتكون هي نبع العطاء لتحلو الحياة وتسود السكينة والود والرحمة كما أراد المولى عز وجل .

 

د. وفاء ابوهادي
مستشارة إعلامية وكاتبة
مدرب معتمد

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com